منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - تحليل سياسي/ من يقف خلف التسريبات؟ وماهو هدفه؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 2022-04-13, 10:00   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
الحاج بوكليبات
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

فرصة لكنها مفخخة بالديناميت.





المغرب استخدم الهجرة السّرية كسلاح للضغط على أوروبا والغرب فيما يتعلق بقضية الصحراء وقد أتى أُكله إلى حد بعيد آخرها انقلاب موقف إسبانيا فيما يتعلق بقضية الصحراء الغربية.


الجزائر اليوم ونتيجة لحاجة أوروبا والغرب الملحة للغاز في حربها مع روسيا في أوكرانيا تُريد هي الأخرى استغلال الغاز للضغط على أوروبا والغرب هذا في ملفين هامين:


الأول، وهو ما تعلق بقضية الصحراء ووجوب العودة إلى مخرجات الأمم المتحدة وبخاصة فيما يتعلق بموقف إسبانيا الأخير والذي وصفته الجزائر بالانقلاب.


والثاني، متعلق بسجل الجزائر في حقوق الإنسان وضرورة أن تُخفف أوروبا والغرب من ضغوطهما في هذا المجال.


لكن أهم شيء في اعتقادي هو أن الجزائر تحاول استغلال هذه الفرصة الثمينة للضغط على الأوروبيين والغرب (الغاز مقابل التنازل) لغلق ملف المتابعات القضائية في حق رموز النّظام ما تعلق بانتهاكات تكون قد مُورست إبان فترة الحرب الأهلية والتي تلوح بها هذه الدول الغربية والأوروبية بين الفينة والأخرى تارة من نفسها وتارة أخرى بتحريك المعارضة الجزائرية في الخارج لابتزاز الجزائر في الكثير من القضايا منها:


1/ ضرورة وقوف الجزائر مع الغرب في ما يتعلق بأحداث أوكرانيا، أولاً، بادانة روسيا، وثانيا، بالمساعدة في تعويض الغاز الروسي المصدر لأوروبا والذي تسعى هذه الدول للتخلي عنه وغاز الجزائر أحد البدائل التي تطرحها هذه الدول في هذا الوقت بالذات.


2/ ضرورة أن تغير الجزائر من مواقفها إزاء العديد من القضايا التي أخذت تلك البلاد منها موقفاً مبدئياً منذ فجر الاستقلال وهي: القضية الفلسطينية وقضية الصحراء الغربية.


3/ ضرورة الدفع بالجزائر للمساعدة في حل مشكلات مثل: ليبيا ومالي بما يخدم مصالح أوروبا والغرب ولا يهم حجم التضحية التي ينبغي للجزائر دفعها في سبيل استقرار وأمن أوروبا والغرب.


فأوروبا والغرب تفتح نافذة كبيرة للجزائر ليس حباً فيها ولكن لأن الظروف هي من دفعتها دفعاً لذلك والتي نعني بها هاهنا أحداث أوكرانيا والحرب الدائرة بين روسيا من جهة والغرب وأمريكا وأوروبا وحلف الناتو من جهة ثانية، والنّظام عندنا يعيش ظروف حالية متعلقة بأحداث ما يسمى الحراك والتّبعات التي تمخضت عنه والتي تمثلت بشكل رئيس في الاعتقالات التي مسّت الكثير من النشطاء السّياسيين، وتاريخياً إفرازات الحرب الأهلية من رهبان تيبحيرين إلى المحاكمات التي انطلقت في حق بعض رموز النّظام بذريعة انتهاكات حقوق انسان سجلت في أحداث العشرية السوداء في محاكم منها سويسرا.


فنّظام بوتفليقة (الدولة) ظلّ طوال عشرين عاماً يُغطي على تلك الأمور التاريخية ولكن ماهو الثمن الاقتصادي والسياسي الذي دفعته البلاد لتلك الدول الأوروبية والغربية طوال عِقدين من الزمن؟


ورغم ذلك عملت أوروبا على تجميد ذلك الملف ولم يتم إغلاقه البتّة وبعد رحيل النّظام السابق وعندما كان الأمر يتعلق بمصلحة أوروبا والغرب في فتح وإثارة هذا الموضوع من جديد فتحت ذلك الموضوع دون مواربة (فترة الأخيرة من حكم بوتفليقة/ وفي فترة ما يسمى الحراك) ثمّ هدأ الموضوع قليلاً وتمّ صرف النظر عنه لبعض الوقت، لكن بانطلاق أحداث أوكرانيا وحاجة أوروبا والغرب للغاز بعد سعيها للتخلي عن الغاز الروسي فتحت أوروبا والغرب هذا الموضوع من جديد وأدرك النّظام ساعتها أنّ الغاز ورقة مهمة يمكن اللعب بها في وجه الغرب وأوروبا والضغط بها عليه وبخاصة في هذا الوقت بالذات، فقد كان لأحداث أوكرانيا فضل ولا شك في أزمة الغرب وأوروبا المستشرية والعضال في مجال الطاقة للمساومة أو المقايضة على العديد من الملفات مقابل ضخ الغاز لأوروبا (كما يفعل المغرب بملف الهجرة السّرية نحو اسبانيا "سبتة" و"مليلية" وحدود أوروبا).


ولكن الجدير بالذكر أنّ للجزائر حليفاً سياسياً وعسكرياً هو روسيا وروسيا هذه ليس من مصلحتها أن يأتي حليفها ليعرض مساعداته على الغرب وأوروبا في هذا الوقت العصيب الذي تدور بينها وبين الغرب حرب طاحنة مصيرية لروسيا وللعالم ويضع الغاز الذي يمتلكه بديلاً عن الغاز الروسي فذلك بمثابة "إعلان حرب على روسيا" ومباشرة انضمام الجزائر للدول التي تناهض روسيا.


والسؤال المطروح: إلى أي مدى ستذهب الجزائر في هذا المنحى (الموضوع)؟ وهل يؤدي ذلك الأمر إلى القطيعة بين الحليفين؟ وهل سيختار النّظام روسيا أم النجاة برؤوس رموزه المرفوعة عليهم قضايا في المحاكم الأوروبية؟ وهل سيغلق الغرب وأوروبا ملف سجل حقوق الإنسان الحالي والتاريخي هذه المرّة أم سيضعه في الدرج لحين الحاجة إليه كما جرت العادة؟


الحاج بوكليبات (ناشط سياسي عربي من منطقة المغرب العربي الكبير)









رد مع اقتباس