منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - تحليل سياسي/ من يقف خلف التسريبات؟ وماهو هدفه؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 2022-04-06, 09:29   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الحاج بوكليبات
محظور
 
إحصائية العضو










B2 تحليل سياسي/ من يقف خلف التسريبات؟ وماهو هدفه؟

من يقف خلف التسريبات؟ وماهو هدفه؟ وهل ما قاله الرئيس هو موقف النّظام أم موقف أطراف في السّلطة؟ وهل هو موقف مبدئي (السّلطة والنّظام مع أمريكا) أم هو خلاف هيكلي في داخل نواة النّظام وليس السّلطة أم تكتيك وتبادل أدوار بين عناصر السّلطة وزمر النّظام؟

من يقف خلف التسريبات؟
هُناك عدّة احتمالات منها:
الأول، أن أمريكا هي من تقف خلف تسجيل خلسة وبث هذه التسريبات: والهدف الخارجي دق اسفين بين البلاد وروسيا، والداخلي اشعال فتنة في داخل النّظام بين الجيش (قيادة الأركان) المعروفة التوجه وبين الرئاسة التي تميل إلى فرنسا وأمريكا والغرب على خطى الرئيس الأسبق، هذه الفتنة بين مكونات النّظام والسّلطة ستزيد من متاعبهما وستبعث ببارقة أمل لتفكيك النّظام ووصول وكلاء أمريكا والغرب وفرنسا (السيطرة كلياً على الحكم) إلى سدّة الحُكم والقضاء على البلاد التي كانت في يوم من الأيام ضمن فضاء الإتحاد السوفياتي والمنظومة الإشتراكية الشرقية على الطريقة الليبية.



الثاني، هو الدّولة العميقة التي تقف في خلاف مع الرئاسة وهي تهدف إلى تحقيق نتيجتين من ذلك: داخلية وهي الوقيعة بين الجيش والرئاسة لانهاء مسار الرئيس من على كرسي الرئاسة.


وخارجي، وهي بعث رسالة إلى الخارج محور موسكو بكين من أن الرئيس يقف إلى جانب أمريكا والغرب وحلف الناتو (تشويه سمعة) وبالتالي حرق أي أوراق للرئيس وأي دعم من هذين الطرفين في الاستحقاقات المقبلة للرئيس الحالي.


الثالث، هو أن يكون الرئيس أو أطراف تابعة له هي من سجلت وسربت التسجيل لبعث رسالة إلى الخارج: وأنها مع أمريكا وفرنسا والغرب وغير راضية عما يحصل من تدخلات لروسيا في أوروبا وإفريقيا وشمال إفريقيا لضمان الحماية والوقوف إلى جانبها وتزكيتها في الاستحقاقات القادمة.


ورسالة إلى الداخل وهي الاستقواء على الخصوم من أبناء النّظام المناوئين لها بأنّها أصبحت في حماية ليس فرنسا ولكن في حماية أمريكا وأنّه تمّ تزكيتها من طرف هؤلاء بعد تقديم فروض الولاء.


والذي شجعها وشجعهم على القيام بذلك الأن هو نجاح أمريكا في لي ذراع الحاكم الفعلي للبلاد كما يقول "بن سدراية" المحسوب على أطراف في النّظام من أنّ الحكم في البلاد عسكري وذلك باطلاق سراح المنجل المحسوب على أمريكا وفرنسا والغرب بسبب ضعفه (لأنّ ضعفه من ضعف أحد أطراف الصّراع في أوكرانيا) نتيجة الحرب في أوكرانيا التي اعتبرتها واشنطن قد أضعفت روسيا كثيراً الأمر الذي أدى إلى اضعاف حلفائها في نهاية المطاف وما يحصل في لبنان واليمن والبلاد وغيرها من البلدان إلّا دليلٌ صارخ على ما ذكرناه.


لكن؟ انتظروا قليلاً؟..
لا يمكن أن نُسلم بأن تلك التسريبات عن لقاء رئيس شمال إفريقيا برئيس الدبلوماسية الأمريكية يكون صدر عن الأمريكان (رغم أنّهم أنذال وخبثاء ولا يترددون في فعل هكذا أفعال غير أخلاقية وتتعارض مع مبادئ الدبلوماسية في سبيل تحقيق مصالحهم مهما كانت التّبعات) الّذين هم الآن وقبل أي وقت سبق في حاجة إلى كشف مواقف هذا البلد الحقيقة اتجاههم واتجاه سياساتهم في المنطقة وفي العالم (استمرار الأحادية القطبية) وما يحصل من صراع بين الغرب وروسيا في أوروبا وفي ما يسمى بالشرق الأوسط وفي إفريقيا وفي آسيا الوسطى وفي القطب الشمالي وفي المحيط الهادي وفي أو على الفضاء (عسكرة الفضاء)، وبحاجة أيضاً إلى مواقف مؤيدة لهم في ما يتعلق بأحداث أوكرانيا (العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا)، لسبب بسيط:


أولاً، لأنّ هذه ليست أساليب أمريكا وهي الدّولة العُظمى الّتي لا يليق بها تسريب لقاء بهذا المستوى وتسجيله خلسة وبثه بعد ذلك (سلوك لصوصية) في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي على نطاق واسع مهما كان حجم رغبتها في إلحاق الهزيمة بخصمها اللدود روسيا من خلال دق إسفين بين البلاد وحليفها الروسي في هذه الأثناء.


ثانياً، أمريكا دولة عظمى (هذا ليس إطراء هذه موضوعية فقط) إذا أرادت تبيلغ مثل هكذا رسائل للعالم وللداخل البلاد ولخصمها اللدود فهي لن تكون أبداً بهذه الأساليب "المُنحطّة" (أساليب عصابات)، أمريكا تقول ما تُريده على طُول (يلهط على طول على حد تعبير عادل إمام في مسرحية الزعيم) ومباشرة لأنّها دولة عُظمى ولا تخاف من بلد من العالم الثالث مثل: البلاد مع احترامنا الكبير لها أي للبلاد، والّذي (البلد) لن يفعل أي شيء في حال قررت الإعلان على الهواء مباشرة في وسائل الإعلام أو غيرها عن ما دار بين رئيس دبلوماسيتها ورئيس شمال إفريقيا.


طيب من يقف وراء هذه التسريبات للرئيس؟ وماذا يريد أن يحقق من ورائها؟
من حيث تسجيل التسريب فإنّنا نُجزم بأنّ من قام بذلك هم خُصوم الرئيس من أبناء النّظام (ذو دارك ستيت).
هُناك استماتة لاسقاطه اليوم أو غداً...


كيف تمّ تسجيل التسريب؟
هناك عدة احتمالات منها:
أ/ من الممكن أنّه تم زرع جهاز تسجيل في عين المكان أي في مكان اللقاء (الغرقة التي جمعت الطرفين) ثم أخذ الجهاز بعد انتهاء المقابلة لتلك الأطراف أو أنّه تمّ التحكم في جهاز التسجيل عن بعد من غُرفة أخرى ومكان آخر.


ب / أو أنّ أحد رفقاء الرئيس ممن حضر معه المقابلة يكون مُرتبط بخصوم الرئيس يكون وراء تسجيل تلك التصريحات خلسة وهي على فكرة تمت (المقابلة) في مكان مُغلق بين الضيف والمُضيف.


ربما كان خصوم الرئيس على دراية تامة بفحوى اللقاء بحكم طبيعة عملهم إلى جانبه.


وربما أنّ فحوى الكلام الذي دار بين الطرفين متفق عليه بين أركان النّظام وأنّه بيع كلام للأمريكان لكن الخصم حاول أن يستغل تلك الفرصة ليحولها من فرصة نجاة نظام إلى فرصة تصفية حساب مع أطراف في السّلطة.


طيب ماذا يريد من فعل تلك الفعلة؟
1 / يريد من فعل تلك الفعلة إحراج الرئيس والوقيعة بين أنصار الغرب: أمريكا وفرنسا والغرب مع أنصار: روسيا في داخل السلطة نفسها وإرباكها على المستوى الاجتماعي.


2 / يريد ضرب مؤسسة الجيش (القيادة الحالية) بمؤسسة الرئاسة التي باتت معروفة التّوجه الآن.


3 / يريد احراق كلّ أوراق الرئيس (بكونه أو القول بأنّه غير مُحايد) أمام الروس في حرب أوكرانيا وأنّه مُنحاز بالمطلق لأفكار أمريكا وفرنسا وبالتالي إمكانية الإطاحة به في المستقبل القريب أو حرق أوراقه في الإنتخابات الرئاسية المُقبلة واغتيال أي حظوظ له في تلك الواقعة القادمة إذا ما قرر التّرشح لفترة وولاية ثانية سنة 2024.


4 / الايحاء بأنّ الرئيس أضرّ بمصلحة البلاد في حديثة عن دول الجوار وحول البؤر المُشتعلة من حولها، وأنّه متهور وضعيف (وإظهاره كموظف عند البيت الأبيض وظيفته تقديم تقرير لسيده) وغير لبق وغير صالح وغير مناسب لهذا المنصب وللقيادة في المستقبل وبالتالي ضرورة التفكير من الآن على إزاحته والتفكير في بديل له على المدى القريب (لعمامرة) أوعلى المدى البعيد والتي نعني بها في هذه الأثناء الرئاسيات القادمة وخصومه يملكون قائمة للبدائل: رحابي، حنون، نكاز، بن عبد الرحمان، لبيب، شريف رحماني، ..إلخ.


ماذا عن تصريحات الرئيس؟
التصريحات تُوحي بأنّ السّلطة الحالية ليست مُوحدة (أي مُنقسمة في ما بينها على أكثر من صعيد وفي عديد الملفات والأحداث المحلية والإقليمية والدّولية) في العديد من القضايا ومنها: الأحداث الأخيرة في أوكرانيا على سبيل المثال لا الحصر، وما تعلق بملف الصحراء الغربية، والملف الليبي، وما تعلق بالأزمة في دولة مالي والعلاقة مع فرنسا فيما يتعلق بملف الذاكرة...إلخ.


تصريحات الرئيس الأخيرة (التسريبات) أمام الدبلوماسي الأمريكي على أنّ الرئاسة تقف وتنحاز لأمريكا دون أن نفصل في الأمر.


هل هذا موقف نهائي للسّلطة أم هو تكتيك وتبادل أدوار فقط بين زمر النّظام و عناصر السّلطة ؟
لا ندري، ولكن هناك عدة احتمالات:


الأول، أنّ فيه خلاف بين أقطاب السّلطة فهناك من هو في صف الشرق وروسيا وهناك من هو في صف الغرب وأمريكا، وهذا الأمر (سواء الإنحياز لأمريكا أو الإنحياز لروسيا) الذي ينعكس بالضرورة على قضايا مثل: ليبيا، مالي، وملف الصحراء الغربية، وعلاقة البلاد بأوروبا ما تعلق بزيادة ضخ غاز البلاد ليكون بديلاً عن الغاز الروسي أو لتقليل وطأة خفض أو وقف إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا والّذي تمَّ الإشتغال عليه من طرف الأمريكان حتى قبل إندلاع أزمة أوكرانيا أي الحرب على أنبوب الغاز "ستريم 2" الّذي ينطلق من روسيا عبر بحر البلطيق نحو ألمانيا، أحداث أوكرانيا كانت فقط الذريعة التي دفعت إليها أمريكا واستغلتها لتبرير حربها على الغاز الروسي..إلخ.


وهذا إن تأكد ذلك المنحى الخاطئ سيكون خطراً كبيراً ليس على النّظام فحسب بل على الدّولة ككيان مكتمل الأركان ففي المسائل المصيرية كهذه يجب أن تكون هُناك وحدة في المواقف والرؤى والقرارات.


الثاني، أن أقطاب السّلطة يلعبون لعبة "الغميضة" مع أمريكا وروسيا مثل: وزير خارجية الكيان "لابيد" الذي يؤيد أوكرانيا ورئيس وزراء الكيان "بينيت" الذي يمتنع على إدانة موسكو بالتنسيق بينهما أي بين الرجلين طبعاً، وهذا إن حدث يغير بشكل جذري ما درج عليه النّظام من طبيعة جبل عليها مُنذ الإستقلال وحتى اليوم، الذي لا طالما كان واضحاً في مواقفه ولم يكن أبداً يتبنى مثل هذه المواقف المُتقلبة والغامضة (الرمادية) والمتلونة تحت أي ذريعة كانت حتى لو كانت في إطار ما يسمى بــ"البراغماتية".


قبل أن أقفل المقال أريد أن أذكر الخاوة من أنّ السيد "بولكاز" يريد العودة بنا إلى حالة التوحش واللادولة وتمزيق العقد الاجتماعي الذي بنيت على أساسه الدولة في العصر الحديث، فهو ينظر إلى البلاد كــ غابة / أو مزرعة بلا صاحب يتصارع فيها الجيش مع المدنيين لذلك يقترح اعطاء الغاز للجيش واعطاء البترول للمدنيين لبناء دولته المثالية المنشُودة في هذه الحالة من الفوضى الّتي يرافع عليها في هذه الأثناء، ونسي الرجل أنّ الدّولة فوق الجيش وفوق الشعب والمدنيين وأنّ الكلّ يعمل تحت وصاية الدولة وخدمة الدولة وأنّ الجيش والشعب (المدنيين) واحد وأنّ لكلّ واحد منهما مهامه وواجباته التي ينبغي له أن يطّلع بها وفي المقابل لكلّ منهما حقوقه التي يحددها العقد المتجدد الدّستور، الرجل بعدما رأى أن البلاد انقسمت جغرافياً وأصبحت مناطق تهيء الأجواء لنّظام فيدرالي، وبعد أن انقسمت شعبياً شعب من عرقية وشعب آخر من عرقية ثانية، وبعد أن انقسمت ثقافياً ولغوياً يريد أن يكمل المشهد البائس ذاك ويقسم البلاد التي يريدها أن ترجع إلى مرحلة اللانظام وإلى القبليات المتناحرة على الثروات بتقسيم الدولة اقتصادياً أي تقاسم الثروات والموارد على فريقين هما المدنيون والعسكريون؟ كلام لا يخلو من العبثية فيه ضروب من الجنون ويؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أنّ قوى الرجل العقلية أصبحت في الحضيض ولو قيل هذا الكلام مثلاً في أمريكا أو فرنسا لسجن على الفور أو لتمَّ إعدامه في بلدان ما يسمى بالدّول الشمولية.


بقلم: الحاج بوكليبات








 


رد مع اقتباس