منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - حلقات "حسين" في محراب القرآن والضاد.
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-04-13, 14:41   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف الخيمة والمنتديات الأدبيّة
 
الصورة الرمزية علي قسورة الإبراهيمي
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي


يا رواد " منتدى الجلفة " الكريمات وكذلك الكرام، أ لم أقل إن النفسَ تُحنُّ لكم وإلى مجالستكم بالادب على الدوام
وهاأنذ أتيتُ. فاسمعوا مني علا شأنكم، وسما شأوكم.
قال لي حسين ــ رحمه الله ــ مرّةً : هل تتذوق الشعرَ وتدرك معناه؟
فأجبته : اتذوق من الاشعار التي تسلب اللب، وتدخل القلب.
فبادرني قائلاً:
إذًا إليك ما أريدُ أن أشنّفَ به سمعك..وليتك تكتب ما أمليه، وتؤشر على بعض المفردات.. ليسهل لنا تدارسها.
ثم سكتَ هنينة وكأنه يتذكر شيئا وانشدني:
ففي بطنِ العجوزِ أقام كلبٌ ** فدامت وهي تحمله سنينا
وكم متعففٍ يُجفَى ويُهجى ** وكم متجمِّلٍ قد عُدّ شينا
وصومٍ إن تخلّل مَن نواهُ ** نهارًا لم يكن في الصائمينا.

فهمهمت.. هذه مصيبة أخرى.
وهالني ما سمعت، واستبدت بي الحيرة والهول، ولم أدرِ ما أقول.
قال حسين دعنا نتأمل مليًّا في المفردات المؤشر عليها بالأحمر لنعرف معناها، ومغزاها.
فما رأيك في الكلمتين من البيت الاول : ( العجوز، وكلب )
قلتُ سأرفع رايتي، وأعلن عدم معرفتي.
عندها بدأ في البيان والشرح، وقال:
فـ " العجوز" هنا هي ما يطلق عليها قبيعة السيف، أي ما يوجد على طرف مقبض السيف، سواء كان من فضةٍ أو معدن آخر.
أما " الكلب " فهو المسمار الذي يوجد في ذلك المقبض.
وإن شئت اقرأ قول أحد الشعراء:
وعجوزٍ رأيتُ في فم كلبٍ ** جُعل الكلب للأمير جَمالا
أما ما جاء في البيت الثاني إذا نظرنا إلى كلٍّ من: ( متعفف، ومتجمل)
فـ " متعفف": فالقصد منه الذي يشرب العُفافة وهي ما بقي في الضرع من اللبن.
و" متجمّل": هو الذي يأكل الجميل، أي يأكل الشحم المُذاب.
وهنا وكأن البيت يصفهما بالبخل أو الشره.
أما البيت الثالث:
فإن الذي يدعو الى الحيرة فهي كلمة ( تخلّل) ففيها الاستغراب، ومع شرح ذلك يكون فصل الخطاب..
ولكن إذا عرف المعنى والسبب، فلا محالة سيبطل العجب.
و" تخلّل ": هنا فالقصد منها أكل أو شرب الخل.. فبطبيعة الحال من أكل أو شرب الخل نهارًا في رمضان لم يكن من الصائمين.
ثم سكت حسين وسكتُ، ولكن فغرتُ فمي ما سمعتُ.
وهكذا الحال.
والى اللقاء في جلسة أخرى.. إن أذن الله.
تحياتي.









آخر تعديل علي قسورة الإبراهيمي 2019-04-13 في 14:43.
رد مع اقتباس