منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - حلقات "حسين" في محراب القرآن والضاد.
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-09-22, 14:16   رقم المشاركة : 44
معلومات العضو
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف الخيمة والمنتديات الأدبيّة
 
الصورة الرمزية علي قسورة الإبراهيمي
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي



إنها نفحات "جلفاوية" لتدراس الضاد.
فبما أبدأُ؟ وماذا أقول؟
والقول كثير.
فلكم مني سلامٌ أحلى من رحيق الأفواه لدى الصباح، وتحية أجلى من عقيق الشفاه من الصباح، بل هي أعبق من عبير ورد الخدود الفواح، وانشق من أريج شقيقها وقد فاح، وانسق من لؤلؤ المزن في ثغور الآقاح.
ودعوني أقول.. إنها أزهى من زهر الرُبى، وأرقّ من نسيم الصبا.
وذروني أعيد القولَ لأذكركم أن ما أخطه هنا
حلقاتٌ إن هي إلاّ فوائدٌ للطالبِ، وتدارس كتدريب للراغبِ
فتعالوا نغوص في أعماق الضاد بالابحار، أو نرنو إلى العربية فبريقها يتلألأ كالشمس في وسط النهار.
فالبدار! البدار!.
طلب منى حسيننا ــ رحمه الله ــ أن أكتبَ ما يلي:
"وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد"
ثم قال لي:
مَن الذي جعل الفعل " تحيد " يتعدى بـ " من " بينما المتعارف عليه أنه يتعدى بـ " عن " في كثير من التعبير؟
فقلتُ له: هات لنا بما عندك يا جهبذ زمانك، ويا أيها الغريب عن أهلك وأوطانك، والموجود في غير آوانك.
فقال لي: أراك قد اصبحت طليق اللسان، ولكن مازلت بعيدًا من الإتيان ببليغ الكلام مع البيان.
ولنعودَ إلى ما نحن نتكلّم فيه.
لأقولَ لك: أنّ "تحيد" .. فعلٌ مضارع، وماضيه " حاد".
إذن قد نقول:
فلانٌ حاد عَنِ الطَّريقِ الْمُسْتَقيمِ .. أي عدل عنه.
كما نقول:
كادَتِ السيارةُ أن تحيدَ عنِ الطَّريقِ.. أي. كادت أن تميل جانبًا.
كما نقول في تعابيرنا: ما حاد عنه قيد شعرة..اي ما مال عنه، أو ما جنح عنه، أو ما عدل عنه.
ولنا في أشعار العرب ما يؤكد ذلك، فالنابغة الذبياني يقول:
تحيد عن أستن سود أسافله ** مشي الإماء الغوادي تحمل الحزما.
لكن في الآية الكريمة
نجد فعل (تحيد) قد تعدّى بحرف " من ".
السبب في ذلك؟
أنه تعدى بـ"من" لا لشيء سوى أنه تضمن معنى:
" فرَّ" أو "هرب "
إذًا نفهم من السياق القرآني كما يلى:
"وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه ( تفرّ، أو تهرب) "
ثم قال لي:
ما رأيك؟
أقتنعتَ بذلك، أم نعيد التدارس من جديد؟
فضحكت ومزحته حين قلت:
وكيف لا أقتنعُ وحسين هو شارحها؟!
وانصرفت كعادتي.











آخر تعديل علي قسورة الإبراهيمي 2019-10-17 في 17:04.
رد مع اقتباس