منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الوضوء .. الطهاره في الاسلام
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-03-25, 06:44   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال:

هل يشرع للحائض أن تتوضأ أثناء حيضها ؟

وهل يمكن قياس ذلك على وضوء النبي صلى الله
عليه وسلم قبل نومه وهو جنب ؟

وإذا توضأت الحائض أثناء حيضها أتكون بذلك الوضوء
قد ابتدعت ؟ . بارك الله فيكم ونفع بعلمكم .


الجواب :

الحمد لله

ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ
قبل أن ينام وهو جنب ، وحثَّ على ذلك .

فعَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ : سَأَلْتُ عَائِشَةَ أَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْقُدُ وَهُوَ جُنُبٌ قَالَتْ : نَعَمْ ، وَيَتَوَضَّأُ .

رواه البخاري ( 282 ) .

وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ :
(كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ جُنُبًا فَأَرَادَ
أَنْ يَأْكُلَ أَوْ يَنَامَ تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاة)

رواه مسلمِ ( 305 ) .

قال ابن رجب الحنبلي – رحمه الله - :

وقد ذهب أكثر العلماء إلى هَذهِ الأحاديث

وقالوا : إن الجنب إذا أراد النوم غسل ذَكره وتوضأ .

وممن أمر بذلك :

علي ، وابن عمر ، وعائشة ، وشداد بنِ أوس ، وأبو سعيد الخدري ، وابن عباس ، وَهوَ قول الحسن ، وعطاء ، وابن المبارك ، ومالك ، والشافعي ، وأحمد ، وإسحاق وغيرهم مِن العلماء ، وكرهوا تركه معَ القدرة عليهِ .

ومنهم مِن قالَ :

هوَ واجب ويأثم بتركه ، وَهوَ رواية عَن مالك ، واختارها ابن حبيب مِن أصحابه ، وَهوَ قول طائفة مِن أهل الظاهر .

" فتح الباري " لابن رجب ( 1 / 357 ) .

والظاهر أن المرأة الجنب والرجل في هذا سواء ، لأن الأصل استواؤهما في الأحكام إلا ما ورد الدليل بالتفرقة بينهما .

قال ابن رجب الحنبلي – رحمه الله - :

واختلفوا : هل المرأة في ذَلِكَ كالرجل ، أم لا ؟ .

فقالت طائفة :

هما سواء ، وَهوَ قول الليث ، وحكي رواية عَن أحمد ، وقد نص على التسوية بينهما في الوضوء للأكل .

والثاني :

أن الكراهة تختص بالرجل دونَ المرأة
وَهوَ المنصوص عَن أحمد .

ولعله يستدل بأن عائشة لَم تذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كانَ يأمرها بالوضوء ، وإنما أخبرت عَن وضوئه لنفسه .

" فتح الباري " لابن رجب ( 1 / 358 ) .

وهل الحائض كالرجل الجنب في ذلك
فيشرع لها الوضوء عند الأكل وعند النوم ؟

والجواب :

لا ، لأن حدث الحائض وهو خروج الدم مستمر ، فلا ينفعها الوضوء بتخفيف الحدث ، بل لو اغتسلت لم ينفعها الاغتسال ، أما الجنب ، فإذا اغتسل ارتفعت جنابته ، وإذا توضأ خفت .

لكن ... إذا انقطع دم الحائض فيصح قياسها حينئذ على الجنب فتتوضأ قبل الأكل وقبل النوم .

قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - :

وقال ابن دقيق العيد :

نصَّ الشافعي رحمه الله على أن ذلك ليس على الحائض
لأنها لو اغتسلت لم يرتفع حدثُها بخلاف الجنب لكن
إذا انقطع دمها استحب لها ذلك .

" فتح الباري " ( 1 / 395 ) .

والذي يظهر من نصوص الشرع أن الوضوء يخفف
الجنابة للرجل والمرأة .

قال ابن رجب الحنبلي – رحمه الله - :

وقد دلت هَذهِ الأحاديث المذكورة في هَذا الباب :

على أن وضوء الجنب يخفف جنابته

" فتح الباري " لابن رجب ( 1 / 358 ) .

وقال النووي – رحمه الله - :

" وأصحابنا متفقون على أنه لا يُستحب الوضوء للحائض والنفساء [يعني : قبل النوم] ؛ لأن الوضوء لا يؤثر في حدثهما ، فإن كانت الحائض قد انقطعت حيضتها صارت كالجنب ، والله أعلم " انتهى .

" شرح مسلم " ( 3 / 218 ) .

والله أعلم









رد مع اقتباس