منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مجموع البشير فيما قيد من عقائد سلطان الجزائر الأمير عبدالقادر
عرض مشاركة واحدة
قديم 2022-10-04, 13:54   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
أبو أنس بشير
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي



[17] بيان فرية أن الأمير عبد القادر كان ماسونيا !

حرب أعداء الإسلام لعقيدته وعروبته وتاريخه وإسقاط شخصياته ، والسلوك في هذه الحرب كل وسائل القذرة وأساليب الخبيثة الشيطانية لم تحط ركابها إلى قيام الساعة ، إذ هذه الحياة الدنيوية دار الابتلاء والامتحان ، والجولات والصولات بين عسكر الرحمن ، وعسكر الشيطان .
فقد عرفنا بضاعة المفسدين وخصوم القيم ، ونفاة الشيم .
ومن ذلك ما عليه الماسونية الكفرة ، والمبتدعة الفجرة ، من رميهم الإمام سلطان الجزائر الأمير عبد القادر - رحمه الله - بالماسونية ، ولا نستغرب بضاعتهم البائرة ، وسلعتهم الكاسدة ، فقد رمتني بدائها وانسلت .

الأمير عبد القادر الذي عرف بالطهارة والشجاعة والديانة ، فلم يتنازل عن حقوق الأمة في دينها ودنياها في شعرة واحدة ولم يفاوض على ذلك ، ولم يعش على خبيث المطاعم .

فقد عرفت الأمة الجزائرية المسلمة من يريد أن يحرف تاريخ الأمير المؤسس لدولتها ، والذي بذر بذور جهادها ، وخط طريق كفاحها لمن يأتي بعده .

فهؤلاء يريدون من الأمة الجزائرية وخاصة في هذا الوقت الراهن كما قال إمامنا البشير الإبراهيمي - رحمه الله - : " تحركهم المطامع الدنيا ، والأيدي الخفية إلى مناوشتها والتحرش بها ، ليشغلوها بالباطل عن الحق ، وبغير المفيد عن المفيد ، وليفتحوا معها واجهة من الخصام الداخلي ، ليس من مصلحة الأمة ، ولا من مصلحتهم لو كانوا يعقلون .
ولكن - مدرسة الأمير عبد القادر ، ونهضة ابن باديس - تفطنت لكيدهم وما يضمرون ، فأعرضت عنهم ، فلجوا فاحتقرتهم ، ثم وزنتهم فوجدت الغش والتزوير والتضليل والتدجيل وإنكار الحقائق الملموسة ، ووزنت - الأمة وتراث الأمير وأعماله - التي يحاربونها ، فوجدت العلم والأعمال المفيدة والمدارس المشيدة ، فترك - تجديد الأمير ونضاله - الكلمة لهذه الأعمال لتدمغ بنفسها تلك الأقوال "
لو شاءت أقلام الأمة الجزائرية لأوقفت كل سفيه عند حده ولسقته من الرد حميما وغساقا .
ومن غريب في أمر هؤلاء أنهم يعمدون إلى سيئاتهم التي صارت طبيعة فيهم فيحاولون عمدا إلصاقها بعظماء الإسلام ومنهم الأمير الجزائري عبد القادر !
وهذا نوع من التضليل وتغطية الاجرام لا يطول أمده ، ولا يلبث أن يفتضح صاحبه ، وهم يجهدون في أن يقلبوا حسنات الأمير عبدالقادر سيئات ، وأنهم لا يستطيعون ذلك ، وكيف يستطيعون ؟!

➖ قلت ( بن سلة ) : رمي الأمير عبد القادر بالماسونية ، أكل عليها الدهر وشرب ، وافتضح أمرها ، ولا يروجها الآن إلا من هو أبلد من الحمار ، وأنجس من الكلب .
والرد على هذه الفرية يكون من وجوه :

الأول : الماسونية جمعية سرية ، ولها بيعتها وطقوسها وشروط الانتساب إليها والدخول فيها ، وهذا لم يذكر في مقالات الأمير عبد القادر ، ولم يشير إليه أبرز تلامذته ومنهم القاسمي وعبد الرزاق البيطار وطاهر الجزائري وأولاده .
بل حتى من نسبه إلى الماسونية لم يذكر ما هي علاقة الأمير بالماسونية ، وكيف دخل إليها ؟
والأمير لم يعرف بالسرية في دعوته وجهاده ، بل لايزال رافع سيف مواجهة فرنسا وإفساد مخططاتها - كما وقع في حادثة الدروز - ، وهذا قد اعترف به الأعداء فضلا عن الأصدقاء

الثاني : الأمير عبد القادر كتب رسالته
( المقراض الحاد ) في فرنسا ، وفي عقر ديار الإلحاد والماسونية ، والتي تتضمن الرد على نظريات الصهيون الماسون من ماركس ولينين وداروين ودور كايم .
وأيضا أجوبته العقائدية المنشورة في كتاب
( تحفة الزائر ) فهي رد على هذا الكيان الصهيوني .
فلو كان الأمير عبد القادر ماسونيا هل يخالف تنظيمه ويسفه معتقداته ؟!

الثالث : الماسونية تعيش على الثورات والانقلابات ، بل هذا هدفها وأصل أصولها وغايتها ، ومادة عيشها .
ولكن الأمير عبد القادر أوقف الحرب في الجزائر ليحافظ على دماء الأمتين الجزائرية والمغربية ، وقدم هذه المصلحة وهي حرمة دماء المسلمين وصونها واجتماع كلمتهم ، التي جاءت بها جميع رسالات الرسل ، ورأى طاعة وعبادة الهجرة أصلح له في ذلك الظرف .

وأيضا في الشام عرض عليه المناصب والإمارة والملك فاكتفى أن يكون تحت طاعة الدولة العثمانية المسلمة ، وواجه الثوار في الشام ، وأفسد مخطط ( بريطانيا وفرنسا ) الذي كان يحركه الماسونية النورانية من أوروبا .
هل من كان ماسونيا يخرج ويتمرد على مخطط أسياده ؟

الرابع : مراجع من يرمي الأمير عبد القادر بالماسونية هي كتابات ومقالات المستشرقين والماسون وكُتاب فرنسا !

هل ديننا وتاريخنا يؤخذ من أعدائنا ؟!
أين إعمال قوله تعالى :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} في هذا المقام؟
وقول السلف : ( إنّ هذا العلم دين؛ فانظروا عمّن تأخذون دينكم ) .

فأحكام الدين ، والأحكام على الرجال ، والكلام في التاريخ ، ونقل الأخبار لا يكون إلا عن طريق العدول ، وممن عرف بالعلم والورع والعدل ، لا يؤخذ من فرنسا وقنوات الماسون والثورات والخروج والرفض .

الخامس : تعرف بضاعة الكذاب الوضاع ، بعرض أخباره ومروياته على التاريخ ، ومتى قيلت ؟ ومتى تحملها صاحبها؟ ومتى اجتمع بمن أخذ عنهم ومن نسب إليهم تلك الأقوال ؟
حتى قال السلف : (لما استعمل الرواة الكذب ، استعملنا لهم التاريخ ) .
وعليه : فالذين ينسبون الأمير عبد القادر إلى الماسونية والاجتماع به ، فبعضهم قال : أنه انضم إليهم قبل سنة ( ١٨٦٠م )
وتارة يقولون : كان ذلك سنة ( ١٨٦٤ ) .
وتارة يقولون : كان ذلك سنة ( ١٨٦٩ ) .
بالله عليكم بأي تاريخ نؤرخ ماسونية الأمير عبد القادر ؟ ومن نصدقه منهم ؟

السادس : الماسونية من أبرز أساليب مكرها ، وأخبث شرها ، وتلاعبها على الشعوب أنها تحرص وتظهر احترام ممن له السمعة والكلمة والإمامة في قومه وأمته .
ويسعون بكل الطرق ، ولو الاجتماع به مرة واحدة ء ولو على قارعة الطريق ، فيطيرون بهذا الاجتماع كل مطار ، وينسبون هذا الرجل إليهم ويضفون أعماله إليهم .
وهذا الذي حدث للأمير عبد القادر معهم إذ نسبوا إنجازه الذي قام به في القضاء على فتنة الدروز إليهم ، فهذا هو سبب تكلف الماسونية لربط الأمير عبد القادر بهم !

السابع : أيضا من مكر اليهود وهذا منذ ظهور البدع في الأمة إلى يومنا هذا ، أنهم يسعون إلى اختلاق الأحاديث الموضوعة والكتب المكذوبة والمقالات المبتدعة فينسبونها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وإلى الصحابة ، وإلى أئمة الإسلام وأمرائه ليغتر بها اتباعهم وشعوبهم
وأيضا ليشكك في ديانة أولئك الأئمة وفي عقيدتهم ، وليطعن فيهم بناء على ما فيها من الخرافات والدجل، وما لا يقبله العقل والشرع .

وهذا عين المسلك اتخذته الماسونية وفرنسا مع الأمير عبد القادر ، فكم من كتب نسبت إليه ؟ ، وكم من مقالات ألصقت به ؟ وكم من عقائد تتنافى مع ديانته وعلمه أضيفت له ؟
وكل هذا غرضه لتشويه عقيدته والطعن فيه ، أو ليغتر بها ممن يعظمه فيأخذ بها مسلما ، والواقع يدل على ذلك .
الثامن : تلاميذ الأمير عبد القادر وهم من خيرة علماء الحديث في العصر الحديث ، بل هم رواد التجديد ، ومحاربة الماسون والاستعمار والشعوبية وعلى رأسهم : عبدالرزاق البيطار وطاهر الجزائري وجمال الدين القاسمي ، ما عرف عنهم إلا تبجيل وتعظيم شيخهم في مصنفاتهم ، وكتب تراجمهم وسيرهم .

وأيضا أحفاد الأمير وأولاده وابن عمومته كل هؤلاء تحدوا الماسونية ، ومن يرمي الأمير بذلك بأن يأتيهم بمصدر ووثيقة تدل على ماسونيته ، فبهت الذي كفر !
لو كان الأمير ماسونيا ، فما الذي يمنع عائلته من الاعتراف بذلك ؟
ولماذا يثني عليه علماء الحديث في عصره وهو يتآمر على الإسلام مع اليهود ؟
ولماذا لا يرد عليه علماء السنة والنقاد وعلى رأسهم ابن باديس والبشير الإبراهيمي ورشيد رضا ؟
هل خفي أمره على نقاد الإسلام حتى يعرف أمره كُتاب فرنسا ؟!
هذه - والله - مهزلة ومضحكة على العقول ، ولا يصدقها إلا الأغبياء والحمقى .

أما أهل العلم والإيمان فهم يتحاكمون إلى العلم وأصوله فما وجدنا الأمير عبد القادر إلا كما قال المؤرخ الجزائري أبو القاسم سعد الله - رحمه الله - أن جهاد الأمير عبد القادر حرب على الماسونية والصهيونية ، وصدق في ذلك ، فجهاده بالسنان واللسان يدل على صحة ديانته وسلامة معتقده ، فهو ما دخل الماسونية حتى يتكلف لإخراجه منها .

▪️الأمير عبد القادر أذكى من أن يتلاعب عليه شرذمة من كُتاب الماسون ، فهو قهر أعظم إمبراطورية وجنرالاتها ، ويعرف ويشتهر بالحنكة في قيادة الحروب العسكرية والنفسية ، وجهاز المخابرات .
وهو كان يدري عن مخططات فرنسا وبريطانيا التي كانت تحاك ضد المشرق في الشام والحجاز ، فأنى يتلاعب به الماسون ، بل جعل السياسة والأحداث في ذلك الزمان كلها في صالحه .
إذ توصل إلى حقن دماء مسلمي الروس .
وأيضا توصل إلى إنجاح مشروع قناة السويس
وأيضا منع دخول فرنسا إلى الشام بذريعة حماية النصارى من الدروز .
وأيضا أسس مدرسة الحديث والعروبة التي كان تلامذتها هم حصن الإسلام والعروبة وقلعتها بعده ، وهم رواد السيادة الوطنية الإسلامية ، ودعاة الحرية في المشرق والمغرب
والحمد لله رب العالمين .

كتبه : بشير بن سلة الجزائري











رد مع اقتباس