منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - كتاب المفردات في غريب القرآن
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-10-28, 16:51   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2 كتاب المفردات في غريب القرآن

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

تفسير قوله تعالى

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا

رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ سورة الحج 77

الرُّكوع: الانحناء؛ فتارةً يُستعمل في الهيئة المخصوصة

في الصلاة كما هي، وتارةً في التواضع والتذلُّل

إما في العبادة، وإما في غيرها


المفردات في غريب القرآن؛ الراغب الأصفهاني ص 208.

السُّجود: أصله التَّطامُن والتذلُّل

وجعَل ذلك عبارةً عن التذلل لله وعبادته

وهو عامٌّ في الإنسان والحيوانات والجمادات

وذلك ضربان؛ سجودٌ باختيار، وليس ذلك إلا للإنسان

وبه يستحقُّ الثوابَ

نحو قوله: ﴿ فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا ﴾ [النجم: 62]

أي: تذلَّلوا له، وسجودُ تسخير؛ وهو للإنسان والحيوان والنبات

وعلى ذلك قوله:

﴿ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا

وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ﴾ [الرعد: 15]

وقوله: ﴿ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ ﴾ [النحل: 48]

فهذا سجودُ تسخيرٍ

وهو الدلالة الصامتة الناطقة المنبِّهة على كونها مخلوقة

وأنها خَلْق فاعلٍ حكيمٍ.

وقوله: ﴿ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ

مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ﴾ [النحل: 49]

ينطوي على النوعين من السجود والتسخير والاختيار

وقوله: ﴿ وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ ﴾ [الرحمن: 6]

فذلك على سبيل التسخير

وقوله: ﴿ اسْجُدُوا لِآدَمَ ﴾ [البقرة: 34]

قيل: أُمروا بأن يتخذوه قِبلة

وقيل: أُمروا بالتذلل له والقيام بمصالحه ومصالح أولادِه

فائتمَروا إلا إبليس

وقوله: ﴿ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا ﴾ [البقرة: 58]

أي: متذلِّلين مُنقادين.

وخصَّ السجود في الشريعة بالركن المعروف من الصلاة

وما يَجري مَجري ذلك من سُجود القرآن وسجود الشكر

وقد يعبَّر به عن الصلاة بقوله تعالى:

﴿ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ ﴾ [ق: 40]؛ أي: أدبار الصلاة

(والمسجد): مَوضع الصلاة اعتبارًا بالسجود

وقيل المساجد: مواضِع السجود

الجبهة، والأنف، واليدان، والركبتان، والرِّجلان


المفردات في غريب القرآن؛ الراغب الأصفهاني ص 230.









 


رد مع اقتباس