منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - يومئذ نصافحهم مصافحة العربي الَّذي لا يضمر الغدر
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-06-12, 10:06   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
اسماعيل 03
مشرف منتديات الدين الإسلامي الحنيف
 
الصورة الرمزية اسماعيل 03
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










B18 يومئذ نصافحهم مصافحة العربي الَّذي لا يضمر الغدر

قال المحقق محمود شاكر - رحمه الله - متحدثا عن أمم الحضارة الغربية :
" ليعلم أهل هذه الحضارة في أوربة وأمريكا، وينبغي أن نعلمهم نحن في بلادهم وبين ظهرانينا أننا لن نهاب بعد اليوم أن نكاشفهم بعداوة عربية، لا كعداوتهم هم. تلك العداوة الممزوجة بالرقة والخداع والكذب والتغرير، إنها عداوة طالب الحق الَّذي ينتصف لعدوه من نفسه، وينتصف لنفسه من عدوه، والذي لا يغمط حقًّا ولا ينكر معروفًا، ولكنه لا ينسى أن عدوَّه هو عدوه!
ولقد سمع أحد رجالنا، هو ابن شبرمة، يومًا عروة بن المغيرة وهو ينشد هذه الأبيات:

لا أتقى حسَك الضغائن بالرُّقى ... فعْل الذليل، ولو بقيت وحيدا (1)
لكن أعد لها ضغائن مثلها ... حتَّى أداوى بالحقود حقودا
كالخمر خير دوائها منها بها ... تشفي السقيم وتبرئ المنجودا (2)


فقال: لله در عروة! هذه أنفُس العرب.
فهذه نفوسنا، لن تهادن من يعادينا عداوة طويت على الضغائن الصغيرة المحتقرة، فإذا أنابوا وانتصفوا لنا من أنفسهم، وعرفوا قبح ما أَتَوْا وشناعة ما ارتكبوا، فيومئذ نصافحهم مصافحة العربي الَّذي لا يضمر الغدر ولا الغيلة ولا الفتك، ولا يعرف الكذب ولا المخاتلة.
*****************
(1) الحسك: نَبْتَة تضرب إلى الصُّفْرة ولها شوك يُسَمَّى الحَسَك أيضًا، لا يكاد أحد يمشي عليه إذا يبس إلا مَنْ في رجليه خُفّ أو نَعْل، هذا هو أصل استعماله، ثم استعمل في الضغن والعداوة والبغضاء.
(2) المَنْجُود: الَّذي أخذه الكَرْب حتَّى أشرف على الهلاك
."

جمهرة مقالاته ص 388
بترقيم الشاملة الحديثة








 


رد مع اقتباس