منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - موضوع مميز [ للنقاش حول الحرب الروسية الأكرانية و تداعياتها ] بقلم : الحاج بوكليبات
عرض مشاركة واحدة
قديم 2022-04-17, 14:49   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
الحاج بوكليبات
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية الحاج بوكليبات
 

 

 
إحصائية العضو










B2 قراءة ثالثة: فبركة حادثة "بوتشا" وحكاية غرق طراد "موسكفا"

فبركة حادثة "بوتشا" وحكاية غرق طراد "موسكفا"

عندما تكون فيه حرب بين دولتين إحداهما دولة عظمى تملك سلاح نووي والأخرى دولة أوروبية متقدمة (من العالم المتقدم) مُصنِّعة للسّلاح، ويتم انتصار الدّولة العُظمى بشكلٍ حاسم بينما تنهزم الدّولة الأوروبية المتقدمة المصنعة للسّلاح، وتجد العالم الغربي كلّه يتعاطف مع الدّولة الأخيرة ويناصب العداء للدّولة الأولى بفعل الآلة الإعلامية الرهيبة والضخ الإعلامي الّذي يصب في صالحها بعدما تمّ غلق وسائل الإعلام لتلك الدّولة العظمى في تلك الدّول الغربية، فإنّ ذلك الأمر سيضر من مصلحة الدّولة العُظمى من حيث ارتفاع منسوب كراهية الشّعوب لها ونسبة التعاطف معها ومع ذريعتها في الدخول في تلك الحرب المكلفة (لا يهم الأنظمة الأوروبية الغربية)، لذلك ولكي تُحدث تلك الدّولة العُظمى نوع من التوازن في الحرب وبعث أمل في نُفوس مُناصري الدّولة الأوروبية المُتقدمة المُصنعة للسّلاح تقوم الدّولة العظمى ساعتها بالتنازل في بعض محطات الحرب ولاشك، حتّى لا تظهر أن الحرب كانت غير مُتكافئة وأن الدولة العظمى "حقرت" الدّولة الأوروبية المتقدمة والمصنعة للسّلاح، أي أنّ الحرب كانت بين قوي يمتلك كلّ أسباب القّوة وبين ضعيف لا حول ولا قوة له، وهذا الذي فعلته أمريكا في أثناء غزوها للعراق سنة 2003 وهي التي كانت تقود حلف عسكري مكون من أكثر من 30 دولة وليس كحال روسيا اليوم، هذا الحلف الذي يضم كلّ الّدول الغربية الأوروبية ومن أمريكا الشمالية وأستراليا.. والكثير من الدول العربية النفطية وغير النفطية حليفة الولايات المتحدة الأمريكية والتي توقفت آلتها العسكرية وجبروت قوتها لمدة 15 يوماً في قرية صغيرة عراقية تسمى "أم قصر" تابعة لإقليم البصرة على تخوم الخليج بسبب المقاومة العراقية الباسلة آنذاك، ولم تستطع قواتها اقتحام مدينة "الفلوجة" العراقية إلّا بعد أسابيع وبعد أن استخدمت القنابل الفوسفورية المحرمة دولياً وظلّ طيرانها الحربي يقصف المدينة على مدار الساعة طوال أسابيع في ذلك الوقت.


لذلك جاء تأجيل عدم اقتحام عاصمة تلك الدّولة الأوروبية المتقدمة والمصنعة للسّلاح "أوكرانيا" من طرف قوات الدّولة العُظمى.
لقد كانت فبركة "بوتشا" التي صنعتها المخابرات البريطانية نُقطة تحول في مسار الحرب والتي صنعت رأياً غربياً ودولياً مستهجناً لروسيا والّتي أُتهمت فيها القوات الروسية بذلك.


لذلك كان على روسيا أن تتنازل بعدما غلبتها الدِّعاية الإعلامية الغربية الجبارة في موضوع "بوتشا" وتدفعها للتّنازل، وأعتقد أنّ التّنازل تمثل في حادثة ما يُقال أنّه غرق لطراد عسكري روسي "موسكفا" قُبالة شواطئ أوكرانيا، وسواء أأُغرق الطراد أم لم يُغرق (لا نمتلك صور ولا معلومات كافية بغض النظر عن تصريحات وزارة الدفاع الروسية) فإنّ أخبار الحادثة تلك امتصت سعار أمريكا و الغرب الهائج وهدأت من حجم الدّعاية وهستريا كراهية روسيا قليلاً (فوبيوروسيا) في حال لو أنّه بقيت الأمور على حالها .. أي نصر لروسيا بلا خسائر كبيرة.. وخسارة لأوكرانيا من خلال الدّمار الهائل الذي لحق بمُدنها وبناها العسكرية والصّناعية الضّخمة.


نطرح سؤال على غاية من الأهمية: هل من حقق الدّمار الهائل الذي عمّ كلّ المُدن الأوكرانية وقام بتدمير البُنية التحتية العسكرية والصناعية وقام بتحييد أكثر من 25000 عسكري نازي أوكراني ومرتزق أوروبي وغربي، واستطاع الدّخول إلى المُدن مثل: "ماريوبول" ونظف منها النّازيون الأوكرانيون الجدد، وهو الآن يُحاصر المُدن ويُسيطر على سماء تلك الدّولة الأوروبية المتقدمة المصنعة للسّلاح هو من إنتصر أم من يُقال أنّه أغرق طراداً عسكرياً هو واحد من بين عشرات الآلاف من الطرادات والسُفن والبوارج الحربية وحاملات الطائرات الّتي تمتلكها روسيا والّتي تُصنعها بنفسها في مصانعها العسكرية وكأنها تصنِّع ألعاباً؟


للتذكير، الطرّاد "موسكفا" هو طراد مصنوع منذ الحقبة السوفياتية (قديم من حيث تاريخ الصنع وليس الحديث هنا عن فعاليته) وليس من ضمن الأسلحة الحديثة لروسيا التي كشف عنها السيد الرئيس "فلاديمير بوتين" في السنوات الماضية والّتي تضم مجموعة من الأسلحة المتنوعة.


إذا كان البعض يغض الطرف عن انتصار روسيا بكلّ الّذي حققته من أهداف عسكرية في أوكرانيا وفق خطة مدروسة (بأقل الخسائر في داخل صفوفها من العسكريين وحفظاً لحياة المدنيين الأوكرانيين) ويوجه بصره نحو الطراد "موسكفا" ويختزل الحرب في ذلك الأمر ليصور انتصار مزعوماً لأوكرانيا أو تحولاً عسكريا ً في مسار العملية العسكرية الروسية الخاصة فإنّ هذا الشخص أو هذه المجموعة أو هذه النُّخبة لا تختلف عن وزير الإعلام العراقي السابق"محمد سعيد الصحاف" في تحليلها لمجريات الحرب الدّائرة الآن في تلك المنطقة من أوروبا وقد رأينا إلى أين أخذتنا تلك التحليلات في نهاية المطاف.


إذا كانت فبركة أحداث "بوتشا" المختلقة من المخابرات الغربية والأمريكية بالتواطؤ مع البيادق الأوكرانية ذريعة لفرض أقصى العقوبات على روسيا (دفعة جديدة) فإنّ ما يقال أنّه حادثة غرق طراد "موسكفا" قد يتيح لروسيا فرصة للنصر وليس للإخفاق في معركتها مع أمريكا والغرب وحلف "النّاتو".


وتبقى العبرة بالنّهايات..


بقلم: الحاج بوكليبات









رد مع اقتباس