منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مسابقة اجمل قصة مخيفية الفائز سوف تنشر قصته في المجلة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-03-16, 19:01   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
moholamine
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية moholamine
 

 

 
الأوسمة
المرتبة الثانية في مسابقة نبع الثقافة 
إحصائية العضو










افتراضي

قصة وقعت بإحدى المناطق الرعوية بالجزائر

كان هنالك رجل ثري جدا فقد كان يملك ما يقارب ألفي رؤوس من الغنم و خمسمائة بقرة و خمسة آلاف دجاجة فكان كثير التصدق و رحيما للمساكين و مشفقا عليهم.

ذات مرة كان له بعض الأعمال في العاصمة الجزائر فقرر الذهاب و عائلته هناك لمدة أربعة أيام لقضاء بعض الوقت و الإبتعاد عن هدوء الريف لبعض الشيئ لمعايشة الزحمة و الضوضاء الموجودة ابالمدينة

المهم أن الرجل لما أراد السفر وكّل إحدى الشباب على حظيرة الغنم و الانعام و الدواجن و و عده بأن يعطيه 1000 دينار جزائري مقابل كل ليلة يقضيها في الأربع أيام و إذا زاد غياب الرجل عن أربعة أيام فإن الاجر سيزيد بـ1000 دينار لكل ليلة بمعنى اليوم الخامس 2000 دينار و السادس 3000 دينار و السابع 4000 دينار هذا إذا زاد غياب الرجل الغني صاحب المزرعة عن أربعة أيام.

بطبيعة الحال وافق الشاب على العرض السخي و المغري و لم يتردد في ذلك دون ان يعلم أن مكوثه بالمزرعة و حراستها سيكون و يبقى كابوسا يطارده مدى الحياة و سيشكل له هاجسا ماطالت عمره و بقيت روحه سارية في جسده.


جهز الرجل و عائلته أغراضهم كلها يوم الجمعة صباحا و انطلقوا صوب العاصمة و قد سلّموا المفاتيح للشاب.
حلّ الليل و نشر الظلام أجنحته على الكون فسارع الشاب إلى إدخال الغنم و البقر إلى زرائبها و اطعام الدجاج و دخل الفيلا و هو يمني نفسه بليلة هانئة يقضيها مستمتعا بالتلفاز و مترفها بألعاب الفيديو و غائصا في عالم النت يتعرف على بنات الشات و يخاطبهن.
دخل الشاب الفيلا و أغلق الأبواب السبعة لها و التي تنتهي بغرفته مباشرة فصاحب المزرعة لم يعط للشاب كل مفاتيح الغرف بل سلّمه سبعة مفاتيح يغلق آخرها غرفته بالضبط إذ لم يكن بإمكان الشاب التجول في أرجاء الفيلا كلها بل يمكنه التوجه نحو غرفته فقط دون غرف أخرى بالفيلا.
أوى الشاب إلى غرفته فشغل البلايستيشن و لعب لعبة كرة القدم المفضلة لديه و لما دقت الحادية عشر ليلا شغل التلفاز و استلقى على سريره و بقي يشاهد ما تعرضه القنوات.
مر الوقت و دقت الساعة منتصف الليل فسمع الشاب صياح الأغنام و ضوضاء كبيرة صادرة من زريبة الأغنام,ثم سمع بعد ذلك صوت الباب السابع و هو ينفتح!!!!أهنالك غيره بالفيلا؟؟؟؟؟,ثم السادس,ثم الخامس,ثم الرابع,ثم الثالث,ثم الثاني فتنحى إلى ركن من الغرفة و قد ذهب الدم من وجهه و الروح من جسده و هو ينتظر ماذا سيحدث عند باب غرفته و هو ماتبقى من الابواب التي لم تفتح.
نعم,لقد راى بأم عينيه أن الباب ينفتح ببطئ و روية فتحمس لرؤية من يفتح الأبواب و خاف في آن واحد.لقد إنفتح الباب فدخلت عجوز طاعنة في السن شعرها أبيض و ملابسها رثة و جسمها مكسو بالغبار و التراب فجلست أمام الباب و بكت و بقيت تبكي و تبكي وتبكي لمدة طويلة و ما إن دقّت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل أوقفت العجوز البكاء و خرجت من الغرفة دون مخاطبة الشاب أو حتى النظر إليه ,فأغلقت الباب الأول ثم الثاني و الثالث و الرابع و الخامس و السادس و السابع نعم اغلقتهم جميعا و الشاب لا يزال نصفه حيا و نصفه ميتا لكن لم يكن بيده أية حيلة للخروج من البيت فالناس كلهم نيّام حتى أهله و لو يخرج في وقت كهذا فمؤكد انه سيلقى مالا يسره خارجا.جمع الشاب قواه المنهارة و قرّر ان يكمل الليلة هنا و ان يذهب باكرا إلى مخفر الشرطة ليخبرهم عما حدث له.اكمل الشاب ليليته ضد الزمن و ما إن سطع الضوء إذا به يتجه نحو مخفر الشرطة ليخبرهم عن قصته مع العجوز,سرد الشاب قصته مع العجوز على الشرطة لكنهم لم يصدقوه رغم انه كان منهارا بالبكاء بل و اعطاهم حتى اوصاف العجوز التي أتته لكنهم أدهشوه و زادوا صدمته بعدما اخبروه ان العجوز التي وصفها لهم قد توفيت منذ 15 سنة و ليس لها أي قريب هنا عدا ولدها الذي توفي قبلها مقتولا من طرف مجموعة من السكارى.

هنا احتار الشاب فماذا يفعل:هل يترك المزرعة التي هي امانة في رقبته ام يخون الامانة, لكنه فكّر بالامر مليا فقد خاف من بطش الأثرياء و عظمة سلطانهم فأبى إلا ان يقضي ليلته الثانية في المزرعة :أدخل القطعان و اطعم الدجاج و أغلق الأبواب السبعة بإحكام و دخل غرفته ,ترك النور شغالا و تمدد في سريره و الريق قد هجر فمه و ما إن دقت الساعة المنتصف الليل فإذا بنفس الشيئ يتكرر:الأغنام تصيح و الأبواب تفتح الاول الثاني الثالث الرابع الخامس السادس ثم باب غرفته يفتح من جديد و نفس العجوز تقف امام الباب متباكية و هي تخفي عينيها لكن الشاب المسكين الذي لا حول له و لا قوة بقي متنحيا على جهة.دقت الواحدة بعد منتصف الليل و رحلت العجوز و اغلقت الأبواب كلها و بقي الشاب مستيقظا الليلة كلها و هو يتنظر بلهفة طلوع الفجر.جاء الفجر و ظهر بصيص من النور فاتجه الشاب بسرعة البرق متعثر الخطى وتائه اللبّ ليخبر الشرطة عما حصل له ليلة البارحة لكنهم لم يصدقوه بالمرة بل و اتهموه بالجنون الغباء و الحماقة.
هنا كان الشاب على وشك أن يتخذ قرارا جازما بان لا يعود لتلك المزرعة "المسكونة" بالموتى الأحياء لكنه لا يستطيع لسبب واحد فقط ! لانه مكلف بمسؤولية عليه ان يؤديها فلا مجال للتلاعب باملاك الناس فالقانون لا يرحم و الناس كذلك لا يرحمون بخصوص رزقهم.

نعم لقد قرر المبيت لليلة الثالثة :أدخل الانعام كلها و اطعم الدجاج و أحكم غلق الابواب السبعة و التي تنتهي بغرفته,دقت الساعة المنتصف الليل و تكرر السيناريو من جديد:الأغنام تصيح محدثة ضجة, الابواب تفتح واحد تلو الآخر و بقي بابه فقط مغلقا لكنه بدأ يفتح ببطأ وإذا بالعجوز نفسها تدخل الغرفة و تجهش بالبكاء. و كأن الشاب قد سمعها تقول و هي تبكي "لقد قتلوه,إبني!!لقد قتلوه!!!",هنا تماسك الشاب و قرر ان يقدم على خطوة جريئة فتقدم نحو العجوز الباكية و سالها:من قتلوه يا أمّاه من؟؟؟!!! هنا أزاحت العجوز يداها عن عينيها و التان كانتا تفيضان بالدم و قالت للشاب و هي تصرخ في وجهه:أنت من قتله يا غدّار!!!!



أتمنى انني وفّقت في سرد احداث القصة التي أنهكتني كتابتها



اسمي محمد أمين