الدليل على أن هذا ليس أصل في هذا الموضوع هو إختلاف الوضعية قبل عشريتين أو ثلاثة عشريات تقريبا أين كانت الأمور عادية و تقريب متساوية ما بين الذكور و الإناث بخصوص النتائج الدراسية
و بما أنه منذاك حدث تغيير كما ذكرته في موضوعك فلا شك أنه لأسباب طرأت منذاك.
- برأيي :
لأن الذكر يتميّز أكثر بشكل فطري و طبيعي بالإحساس بالمسؤولية نحو وجوب الكفاح في الحياة لأجل تأمين الضروف و تكوين المتطلّبات المادية لإنشاء أسرة و إعالتها، و أمام ما آلت إليه الأوضاع في البلاد منذاك حيث لم تعد الدراسة و الشهادة تضمن مورد رزق كافي أو قد لا تضمنه أبدا بالنظر إلى البطالة و نقص التشغيل، فتجد الذكور يفقدون بسهولة ميلهم للإجتهاد في الدراسة بسبب فقدانهم الثقة و الأمل في المستقبل فيبقون محاصرين بتلك الوضعية النفسية و الذهنية الغير سوية فتضيع همتهم و نشاطهم في الدراسة إلاّ القليلين .. و ما دعم هذه الحالة هو أنها أصبحت أفكار سائدة في الموروث المجتمعي الشفوي و حتى السلوكي الذي نتج عن التحوّل الهائل في ثقافة المجتمع و التي لم يواكبها أي متابعة لا سياسية و لا إقتصادية و لا حتى تربوية و لا حتى فكرية من أجل ظبطها و تصحيحها و توجيهها قدر المستطاع نحو الوجهة السوية .. لم يكن هناك فقط غياب تام للدولة و إنما أيضا و إضافة إلى ذلك كانت أطراف و جهات محسوبة على مؤسسات الدولة تمارس منهجية فاسدة مفسدة للمجتمع و مخلّة بالأوضاع العامة منها قطاع الإعلام و قطاع التربية و التعليم على سبيل المثال لا على سبيل الحصر.