[كريمة لولا]

كان يعلم انه لن يعيش أطول مما قدره الله له..
وكان يردد دائما.. انها ميتة واحدة.. فالتكن في سبيل الله.

مروان.. شاب حيي، مبتسم الوجه.. بكر ابويه.
هو في سنته الاخيرة بالجامعة. يحظر شهادته، وهي اول من سينالها في عائلته..

قام مفزوع ذات فجر من هول ما رآه بمنامه.. رآى وكأنه يزف في موكب.. والبياض يسود المكان.. وكأنه يطير عاليا. وصوت يردد في المكان "فيها سرر مرفوعة وأكواب موضوعة ونمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة "

قام.. توضأ.. وذهب للمسجد..
وحدث ان صلى بهم الامام بذات الآيات، 'سبحان الله ' ردد في سره..

بعد الصلاة، وهو في طريقه عائدا للبيت، اعترض طريقه جندي اسرائيلي.. تعمد ايذائه و سبه.. وجرحه بطرف سلاحه..

ابتعد مروان قليلا.. ثم استدار وراى ان ذاك الجندي لا يزال يترصده.. بل يتجه نحوه مشهرا سلاحه..

التقط مروان حجر والقى به صوب الجندي مكبرا.. اختلط صوت تكبيره بطلقات الرشاش.. وساد بعدها سكون... يقطعه انين..

انه مروان .. يحتظر..
سينال الشهادة.. التي هو فعلا اول من ينالها في عائلته..
شهادة ستجمعه بالشهاداء و الصديقين وترفعه منازل في الجنة..

وهناك غير بعيد.. تترقب امه عودته بقلق..

قد زف ابنك يا غالية.. لا تبكيه .. قد صعدت روحه للسماء العالية..