منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - معنى اسم الله عز وجل القدوس
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-11-15, 17:41   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










#زهرة

2- ليس كمثله شيء في قدسيته :

فسبحان الله الملك القدوس عن كل نقص وعيب ، ومن قدسيته أنه ليس كمثله شيءٌ فيها ، وذلك لأسباب كثيرة منها .

أولاً : قدسية الله تامة وكاملة ، وقدسية الخلق ناقصة :

فإن قدسية الخلق وطهارتهم إنما تكون في حالٍ دون حال ، وفي جهة دون أخرى ، وعلى كل حال ومهما بلغت درجة كمال المخلوق ، فهي قدسية تناسب المخلوق الضعيف الناقص .

فقد يتطهر العبد وقت العبادة في الصلاة أو غيرها ولكنه لا يملك هذا في جماعه لزوجته أو حال قضائه لحاجته .

وقد يطهر نفسه بالطاعة والعبادة ولكنه يتدنس مرة أخرى بالمعصية والذنوب ، ومن ذلك

قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ)

رواه الترمذي (2499) وحسنه الألباني .

وقد يقدس العبد نفسه بألا يذلها للناس ويتعفف عما في أيديهم ، ولكنه سيظل دائمًا أبدًا محتاجًا إلى الله فقيرًا لغناه ذليلاً لعزته .

أما الله جل جلاله فهو القدوس من جميع الوجوه منزه عن كل نقص من جميع الجهات مُبرأ من كل عيبٍ .

ثانيًا : قدسية الله دائمة ، وقدسية الخلق مؤقتة :

فقدسية الخلق لها بداية ولها نهاية فوجودهم سبقه العدم ، ويلحقه الفناء

قال تعالى : { هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا } [ الإنسان : 1 ]

وقال تعالى لنبيه زكرياء : { وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا } [ مريم : 9 ] .

فقد سَبق قدسيةَ الخلق عدمُهم ، وقد كان قبل كمالهم نقصُهم ويلحق بكل ذلك فناؤهم فقدسية الخلق محدودة بالوقت والحال .

فعن ميسر بن جحاش القرشي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بزق يومًا في كفه فوضع عليها إصبعه ثم قال :

(( قال الله تعالى : يا ابن آدم ، أنَّى تُعجزني وقد خلقتك من مثل هذه حتى إذا سويتك وعَدَلْتك مشيت بين بردين وللأرض منك وئيد ، فجمعت ومنعت حتى إذا بلغت التَّراقي قلت : أتصدق وأنَّى أوان الصدقة ))

حسن ، المسند (4/210)

وأخرجه من أربعة طرق عن حريز عن عبد الرحمن بن ميسرة عن جبير بن نفير عن بسر بن جحاش القرشي به

وأخرجه ابن ماجه (2/2707)

وقال البوصيري في (( الزوائد )) : إسناده صحيح .

والوئيد : صوت شدة الوطء على الأرض

والتراقي : عظام بين ثغرة النحر والعاتق

ويُروَى أن أحد الملوك كان ماشيًا في موكبه فرأى رجلاً جالسًا تحت شجرة ، فلما مرَّ عليه لم يقم الرجل ولم يعظمه ، فقال له أو لا تعرفني ؟

قال : بل أعرفك : (( أوَّلُك نطفة قذرة ، وآخرك جيفة مزرة ، وأنت بين ذلك تحمل في بطنك العذرة

العذرة : أي البراز .

أمَّا قدسية الله جل جلاله فهي قدسية دائمة فلم يسبق وجودها عدم

ولا دنس ولا يلحقها نقص ولا خلل وليس لها نهاية ولا فناء .

2- التقديس الحق لله تبارك وتعالى يكون بشرعه :

كما قال تعالى عن الملائكة في قولهم : { وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ } [ البقرة : 30 ]

فالتقديس لله وتقديس الله بمعنى واحد ، وأفضل ما يمكن تقديس الله به هو عبادته بما جاء في شرعه من كتابه وسنة رسوله بالعقائد الصحيحة والأقوال الطيبة والأعمال الصالحة

وهذا ما ارتضاه الله لنفسه من خلقه ، ومن ذلك :


1- تقديس الله بالتوحيد والإيمان الصحيح :

فأعظم ما يُقَدِّس العبادُ به ربهم هو الإيمان والتوحيد ونفي الشركاء عنه والأنداد وتنزيهه عن كل نقص وعيبٍ نسبه إليه الكافرون والمشركون

لذلك حين سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أعظم الذنوب قال : (( أن تجعل للَّه ندًا وهو خلقك ))

رواه البخاري ، وأحمد عن ابن مسعود رضي الله عنه .

ولأن الشرك هو أعظم السبِّ لله جل جلاله وتقدست أسماؤه

فقد قال تعالى في الحديث القدسي

: (( كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك ، وشتمني ولم يكن له ذلك ، فأما تكذيبه إياي ، فقوله : لن يعيدني كما بدأني ، وليس أولُ الخلق بأهون عليَّ من إعادته وأما شتمه إياي ،

فقوله : اتخذ الله ولدًا ، وأنا الأحدُ الصمد ، لم ألد ولم أولد ، ولم يكن لي كفوًا أحد )

صحيح ، أخرجه البخاري في صحيحه (8/4974) .

ومن أجل ذلك كان أعظم الأعمال وأفضلها هو الإيمان بالله .

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل أيُّ العمل أفضل ؟

فقال : (( إيمانٌ بالله ورسوله ... ))

رواه البخاري في صحيحه (1/77) مع الفتح كتاب الإيمان - باب من قال إن الإيمان هو العمل - رقم الحديث (26) .


2- تقديس الله بالقلوب :

فإن اللَّه ينظر إلى القلوب فلا بد من تطهيرها لتليق بنظر اللَّه إليها ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال

جاء في الصحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُم ْ )

رواه مسلم ( البر والصلة/4651 )

وفي رواية لمسلم أيضًا زاد فيها : (( ... وأعمالكم )) .

فمن ذلك حسنُ الظن بالله تعالى وحبُّه وخشيتُه والتوكل عليه وحب النبي صلى الله عليه وسلم وحب المؤمنين في الله تبارك وتعالى وتطهير القلوب من النفاق والرياء والشهوات المحرمة ليسلم القلب لتقديس الله عز وجل

فقد قال الله تعالى : { يَوْمَ لاَ يَنْفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ (88) إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ }
.

3- تقديس الله بالأعمال :

كالطهارة : وهي تقديس البدن ليليق بعبادة الله وتلاوة كلامه المقدَّس والوقوف بين يديه في الصلاة .

والصلاة : فإن العبد يقدس الله فيها بالتسبيح والتكبير والتعظيم ، وكذلك بالركوع والسجود . ولذلك فإن الصلاة تطهر العبد من دنس المعاصي والذنوب من جهتين :

الأولى : أنها سبب لطهارته من ذنوبه السابقة . عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء ))

. قالوا : لا يبقى من درنه . قال : (( فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا ))

متفق عليه . والدرن : الوَسَخ .

الثانية : النهي عن الخبائث فيما يعرض له .

قال تعالى : { إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ } [ العنكبوت : 45 ] .

والزكاة : بأن يطيب ما ينفق في سبيل الله ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( إن الله طيبٌ لا يقبل إلا طيبًا ))

رواه مسلم .
.
وهي كذلك تطهير للنفس من الخبائث ، قال تعالى : { خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا } [ التوبة : 103 ] .

وقد كانت عائشة رضي الله عنها تطيب الصدقة وتعطرها قبل أن تعطيها السائل وتقول : (( إنها لتقع في يد الله قبل أن تقع في يد السائل )) .

دعاء الله باسمه القدوس :


1- فقد كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم الاسم في ركوعه وسجوده ، وهو دعاء ثناء وحمد
.

فعن عائشة رضي اللَّه عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه وسجوده : (( سُبُّوح قدوسٌ رب الملائكة والروح ))

أخرجه مسلم (487) كتاب الصلاة - باب ما يقول في الركوع والسجود .


2- ذكر الله وتسبيحه به بعد الوتر :

فقد كان النبيُّ يسبح اللهَ به بعد فراغه من صلاة الوتر كما جاء في حديث أُبي بن كعب قال

: (( كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الوتر بسبح اسم ربك الأعلى ، وقل يا أيها الكافرون ، وقل هو الله أحد ، فإذا سلم قال : سبحان الملك القدوس ثلاث مرات ))

إسناده صحيح . أخرجه الإمام أحمد (5/123)

وأبو داود (1430)

والنسائي في الوتر (3/244)

وابن أبي شيبة في المصنف (9762) عن طلحة الأيامي عن زر عن سعيد بن عبدالرحمن بن أبزى عن أبيه عن أُبى بن كعب مرفوعًا به .

و الله اعلم



.









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2019-11-15 في 17:43.
رد مع اقتباس