منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - موضوع مميز مساحة حرّة : أجمل وأصدق ما قرأت اليوم
عرض مشاركة واحدة
قديم 2022-01-10, 12:31   رقم المشاركة : 1157
معلومات العضو
BOUTAHAR ABDELLATIF
مشرف منتدى الانشغالات النقابية واقوال الصحف
 
الصورة الرمزية BOUTAHAR ABDELLATIF
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (8)

فالله يعطيك الرزق الصغير فإذا رضيت به ولم تتكبر عليه
أعطاك الرزق الأكبر منه

نقلا عن صفحة الصديق الدكتور عبد الغني داود


ذكريات شامية (١٠٢):
قص علي صاحبي حكايته مع الرزق فقال:
كنت تاجرا، لي مكانتي في السوق ،وكنت اوزع المواد الغذائية على معظم تجار دمشق،وكان من بين هؤلاء التجار شيخ كبير طاعن في السن ،له دكانة صغيرة في حي دف الشوك الشعبي.
كان هذا الختيار (الشيخ ) يطلب طلبية صغيرة جدا لا تكاد تتجاوز الثلاثة آلاف ليرة سورية،وكان العامل الذي يقود شاحنة توزيع المواد ،يتأفف من طلبية هذا الختيار،ويقول لي أن الدخول الى حي دف الشوك متعب ،ولا مكان أتوقف فيه ولا أجد كيف انزل السلعة،وكل هذا من أجل طلبية صغيرة لا تؤدي حقها.
قلت له : هو زبوننا من مدة طويلة ،ولا يمكن أن أقطعه مهما كانت الظروف،عليك بتلبية طلباته حتى ولو كانت صغيرة جدا.
تمر الأيام ويطلبني هذا الشيخ في الهاتف يريد مقابلتي .
رتبت موعد اللقاء ،وتركت كل مواعيدي وانتظرت قدومه.
جاء الشيخ الختيار يمشي على عكازة تبدو من الوهلة الاولى أن صاحبها صاحب عز.
دخل مكتبي المتواضع وسلم علي وعرف بنفسه فقلت له سيرتك سبقتك يا حجي.
قال لي: يا إبني قبل أن أدخل في موضوعي الذي جئت من أجله دعني أخبرك أنني مكفي الحال وميسور المال،وإنما هذه الدكانة جعلتها حتى اقضي فيها وقتي ولا أشعر فيها بالفراغ. وان اولادي لهم من المال الكثير وقد حاولوا ثنيي على أن أترك عمل الدكانة فما قبلت.
المهم جئتك بطلبية كبيرة من السعودية ،إبني يملك شركة كبيرة بالمملكة وقد كلفني أن أبحث له عن مورد له لسلعة معينة تصنع محليا ولم اجد رجلا مناسبا لها سواك.
يقول محدثي: فرحت لثقته وفرحت لرزقة الله لي.
سوينا العقود لمدة ثلاث سنوات،كل شهر أشحن له ثلاثين طنا .ذهب الرجل لحال سبيله وافترقنا.
في الغد ناديت أبا محمد سائق الحافلة وقلت له:
أتدري أن الشيخ الذي كنت تقنط من أن تأخذ الطلبية له في الحي الشعبي،لقد جاءنا بصفقة تصدير الى السعودية لمدة ثلاث سنوات كاملة وبربح وفير يسند الشركة التي تسترزق فيها انت واصحابك.وقد أمضيت العقود معه.
يا اخي لا تحقرن من الرزق شيئا ولو كان مثقالا.
فالله يعطيك الرزق الصغير فإذا رضيت به ولم تتكبر عليه أعطاك الرزق الأكبر منه،وإن رآك تكبرت على رزقه القليل حرمك الكثير.
كم من التجار تكبروا على ارزاق الله الصغيرة فابتلوا بالحرمان من الرزق الكبير.
طأطأ رأسه السائق معترفا وذهب إلى عمله.
هذه قصة حقيقة رواها لي صاحبها صديقي (ع،ب) كما جاءت.
فيا أيها الإنسان لا تحتقر رزقا قليلا، يأتيك الرزق الأكبر.
وإياك وازدراء نعمة الله حتى ولو كانت صغيرة.
فمن الصغير يأتي الكبير.
والله يرى ما لا نرى ،وهو الحكيم فيما يرى.

د/عبد الغني









آخر تعديل BOUTAHAR ABDELLATIF 2022-01-10 في 12:33.
رد مع اقتباس