منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - (( قد تنفر المرأة من زوجها وهو لا يعلم والصديق من صديقه بسبب قلــة النظــــــافة )) !
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-01-22, 22:05   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
اسماعيل 03
مشرف منتديات الدين الإسلامي الحنيف
 
الصورة الرمزية اسماعيل 03
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










B11 (( قد تنفر المرأة من زوجها وهو لا يعلم والصديق من صديقه بسبب قلــة النظــــــافة )) !

أمر المؤمنين بالتنظف
إبن الجوزي رحمه الله
قال رحمه الله:
" تلمحت على خلق كثير من الناس إهمال أبدانهم، فمنهم من لا ينظف فمه بالخلال1 بعد الأكل، ومنهم من لا ينقي يديه في غسلهما من الزهم2، ومنهم من لا يكاد يستاك، وفيهم من لا يكتحل، وفيهم من لا يراعي الإبط ... إلى غير ذلك، فيعود هذا الإهمال بالخلل في الدين والدنيا.
أما الدين، فإنه قد أمر المؤمن بالتنظف، والاغتسال للجمعة، لأجل اجتماعه بالناس، ونهى عن دخول المسجد إذا أكل الثوم، وأمر الشرع بتنقية البراجم**، وقص الأظفار، والسواك، والاستحداد ... وغير ذلك من الآداب؛ فإذا أهمل ذلك، ترك مسنون الشرع، وربما تعدى بعض ذلك إلى فساد العبادة، مثل أن يهمل أظفاره، فيجمع تحته الوسخ المانع للماء في الوضوء أن يصل.

وأما الدنيا، فإني رأيت جماعة من المهملين أنفسهم يتقدمون إلى السرار3، والغفلة التي أوجبت إهمالهم أنفسهم أوجبت جهلهم بالأذى الحادث عنهم، فإذا أخذوا في مناجاة السر، لم يمكن أن أصدف4 عنهم؛ لأنهم يقصدون السر، فألقى الشدائد من ريح أفواههم، ولعل أكثرهم من وقت انتباههم ما أمر إصبعه على أسنانه!!
ثم يوجب مثل هذا نفور المرأة، وقد لا تستحسن ذكر ذلك للرجل، فيثمر ذلك التفاتها عنه، وقد كان ابن عباس رضي الله عنهما يقول: إني لأحب أن أتزين للمرأة كما أحب أن تتزين لي.
وفي الناس من يقول: هذا تصنع! وليس بشيء، فإن الله تعالى زيننا لما خلقنا؛ لأن للعين حظًّا في النظر، ومن تأمل أهداب العين والحاجبين وحسن ترتيب الخلفة، علم أن الله زين الآدمي.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أنظف الناس، وأطيب الناس. وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم: يرفع يديه حتى تبين عفرة إبطيه5. وكان ساقه ربما انكشفت، فكأنها جمارة6. وكان لا يفارقه السواك، وكان يكره أن يشم منه ريح ليست طيبة. وفي حديث أنس الصحيح: " ما شانه الله ببيضاء"
وقد قالت الحكماء: من نظف ثوبه، قل همه، ومن طاب ريحه، زاد عقله.
وقال عليه الصلاة والسلام لأصحابه: "ما لكم تدخلون عليًّ قُلْحًا؟! استاكوا" (*). وقد فضلت الصلاة بالسواك على الصلاة بغير سواك.
فالمتنظف ينعم نفسه، ويرفع منها قذرها. وقد قال الحكماء: من طال ظفره، قصرت يده.
ثم إنه يقرب من قلوب الخلق، وتحبه النفوس، لنظافته وطيبه. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الطيب.
ثم إنه يؤنس الزوجة بتلك الحال، فإن النساء شقائق الرجال، فكما أنه يكره الشيء منها، فكذلك هي تكرهه، وربما صبر هو على ما يكره، وهي لا تصبر.
وقد رأيت جماعة يزعمون أنهم زهاد، وهم من أقذر الناس، وذلك أنهم ما قومهم العلم.
وأما ما يحكى عن داود الطائي: أنه قيل له: لو سرحت لحيتك؟ فقال: إني عنها مشغول؛ فهذا قول معتذر عن العمل بالسنة، والإخبار عن غيبته عن نفسه بشدة خوفه من الآخرة، ولو كان مفيقًا لذلك، لم يتركه، فلا يحتج بحال المغلوبين.
ومن تأمل خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم، رأى كاملًا في العلم والعمل، فيه يكون الافتداء، وهو الحجة على الخلق.

--------------------
1 الخلال: أعواد ينظف بها ما بين الأسنان.
2 الزهم: الدسم.
3 السرار: المناجاة.
4 صدف عن الشيء: أعرض عنه
5 عفرة إبطيه: بياضهما.
6 جمارة النخل: باطن جذعها، يشير بذلك إلى بياض ساقيه ونظافتهما.
(*) 5 قال الهيثمي في المجمع "1/ 226": رواه أحمد والطبراني في الكبير واللفظ له، وفيه أبو علي الصيقل، وهو مجهول، ضعيف. والقلح: صفرة الأسنان.

**البراجم، جمع برجمة، وهي المفصل الظاهر أو الباطن من الأصابع.

صيد الخاطر








 


رد مع اقتباس