منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الى جيل السبعينات
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-03-03, 20:24   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
novosti
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










B2 نعم ... ونعم ... جيلنا وجيلهم ...

السلام عليكم. نعم الجيل جيلنا اي جيل الستينات والسبعينات.
نعم الجيل جيلنا الذي تغذى من ثذي امه ولم يعرف بطنه ذوق الحليب الاصطناعي ( القوطي ) وركب ظهرها ولم يحمل في الحمالة ولم يركب او يجر في البوسات ولم يعرف الشبع ولا الدفء ولا الملبس ولا ... نعم الجيل جيلنا الذي لم يختلط بالنبات في القسم خاصة في القرى والمداشر. نعم الجيل جيلنا الذي تفوق على اترابه في الدراستة حتى في عقر ديارهم بالغرب وهم اليوم اساتذة وعلماء وباحثين كبار في كبريات الجامعات ومعاهد البحوث العلمية العالمية في اوربا وامريكا وكندا واليابان و... نعم الجيل جيلنا الذي لم يكن يعرف سوى المدرسة والبيت وقليل من اللعب في الشارع. نعم الجيل جيلنا الذي تربى على احترام الجميع بدءا برضا الوالدين ثم كبار السن في الاسرة والحي فالمعلم الذي كان بمثابة الاب الثاني. نعم الجيل جيلنا الذي حرم من اللعب في الصغر في بعض المناطق قبل الاستقلال بسبب الاستعمار الغاشم. نعم الجيل جيلنا الذي كان يراجع دروسه في المساءعلى ضوء الشمعة او الكانكي او السيتيلان. نعم الجيل جيلنا الذي لم يمن يوما مقلدا للاجنبي رغم انهم كانوا بيننا من معلمين واساتذة من جنسيات مختلفة عرب وغربيين. نعم الجيل جيلنا الذي كان يدهب في الصباح الى المدرسة القرانية ( كتاتيب ) ليكتب او ليحفظ لوحته عند الطالب قبل الدهاب للمدرسة صباحا ليعود اليها مساء للمراجعة. نعم الجيل جيلنا الذي كان يعاقبه المعلم او الاستاذ في المدرسة ثم يغسل وجهه عند الخروج حتى لا تبقى اثار الضرب ولا يخبر اهله خاصة الاب خوفا من معاقبته والذي كان يقول لهم " اضربوا ...اكتلوا ... ". نعم الجيل جيلنا الذي حب وطنه بجوارحه وعرف ان لا بديل له عنه. نعمة الجيل جيلنا الذي لم يعرف لا البورتابل ولا الطابلات ولا الميكرو ولا التلفاز ولا الهاتف ولا ركوب السيارات الفخمة ولا هذه الطيبات من الارزاق ولا الكاسكروطات المحمولة في المحافظ ولا المخدرات ولا المهلوسات ولا ... نعم الجيل جيلنا الذي لم يقلد الغير في دينه ودين اجداده واكتفى بامام مسجده او بوالديه او بشيوخ بلدته. نعم الجيل جيلنا الذي عرف تحسينة la coupe au bol او la casserole. نعم الجيل جيلنا الذي كان يعرف قدر العلم والمعلم رغم جهل الوالدين ماءة بالماءة. نعم الجيل جيلنا الذي لم يلبس الجديد في صغره وحتى في المناسبات الدينية كالاعياد واكتفى سوى بالخردة التي توزعها البلدية على الفقراء والمساكين وكثيرا ما كان يعيد الخياط تفصيلها او تحويلها من شكل الى شكل اخر. نعم الجيل جيلنا الذي كان يحمل كتبه وكراريسه في ايدية او في موزيط او كيس بلاستيكي. نعمة الجيل جيلنا الذي عاش فقيرا ولم يشبع بطنه يوما. نعم الجيل جيلنا الذي كان ينام على الحصير او الحلفة باكرا مباشرة بعد العشاء وينهض باكرا. نعمة الجيل جيلنا الذي كان فيه الوالد يرعى الغنم في الارياف ويساعد الاب في الحقل والبنت تساعد امها في شؤون البيت. نعم الجيل جيلنا الذي ما زال يحافظ الى اليوم على ذكريات الطفولة بحيث ما زالت بعض كتبه وكراريسه محفوظة في الخزانة التي لا تقدر بثمن. نعم الجيل جيلنا الذي لم تعرف جيوبه الدراهم حتى كبر وعمل. نعم الجيل جيلنا الذي تربى على حب الوطن بمشاركته في التطوع volontariat اثناء تطبيق برامج المراحل الثلاثة للثورة الزراعية في عهد الرءيس الراحل هواري بومدين ومرافقة الفلاحين في حقول والمزارع والموالين في الارياف. نعم الجيل جيلنا الذي لم يتشبه بالبنات لا في الكلام ولا في اللباس ولا في المشي ولا في مشطة الشعر وتسوية. نعم الجيل جيلنا الذي لم يلبس السراويل الساقطة والمناقش والسلاسل والاساورة...
نعم ونعم... كل هذا الا عينة من ما عايشه الجيل الذهبي السبعيني والثمانيني في الصغر حتى يكون عبرة لجيل اليوم الذي كفر بالنعمة ونسي المنعم.
اللهم احفط ابناءنا واهديهم لما فيه الخير والى الطريق المستقيم وارزقهم البصيرة. امين والحمد لله رب العالمين.










رد مع اقتباس