[الحاج بوكليبات]

أخطر تطبيع.

إن أخطر تطبيع مع الكيان الصهيوني هو التطبيع الثقافي، لأنه لا يُرى ولا يُشعر به، كما أنه لو أُكتشف من طرف الجماهير لاحقاً فإنه كثيراً ما يتم التغاضي عنه والتهوين من أمره، وربما نال الشرعية والقبول لدى الناس بعد ذلك، لاعتقاد هؤلاء الناس أن التطبيع المُجَرم هو التطبيع السياسي أو الاقتصادي إلى حد ما.
الجزائر ، وأقصد الجزائر غير الرسمية وغير الشعبية، الجزائر على مستوى الأفراد [انطلاقاً من مبدأ الحقوق، والحريات] ومنذ مدة ليست بالقصيرة دشنت تطبيعاً ثقافياً غير مباشر مع الكيان الصهيوني على مستوى الفن، بجميع طبوعه.
ويمكن لكم البحث والنظر والإصغاء جيداً للكثير من منتوج الفانين لتتأكدوا من حقيقة هذا الأمر.
التطبيع مع الكيان الصهيوني جريمة مؤكدة وخيانة بائنة بحق الدين والأمة والوطن والتاريخ والإنسانية والفلسطنيين، ومهما كان موقف بعض الشباب اتجاه الكيان الصهيوني بالإيجاب فإنه ليس من حقه تغليف فن جزائري يقدم للجمهور الجزائري بلمسة فن الكيان الصهيوني، لأنه ليس من حقه أن يفتح ثغرة في عقل الشعب لتمرير أفكار الكيان الصهيوني ويساعده بالتالي للتسلل عبر ذلك الفن لحجرات بيوت المواطنين الذين وثقوا فيه وفي فنه حتى لو كان بريق الشهرة كبيراً، أو حتى لو كان حجم الاغراءات من اللوبي الصهيوني عندنا لا تقاوم، أو حتى لو كانت الحاجة إلى المال الوفير ضرورة ملحة ، لأن كل ذلك لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يدفعنا كشعوب مناصرة للحق والعدل بالسماح لأن يكون ذلك الفعل أكبر من قضايانا المصيرية العادلة التي أكدت عليها الكتب السماوية والقيم الإنسانية والقوانين الوضعية التي اتفقنا عليها.