منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-12-01, 05:11   رقم المشاركة : 120
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

مكانة الشباب في الإسلام

اختلف أهل اللغة ، وتبعهم الفقهاء

في تحديد سن الشباب متى يبدأ ومتى ينتهي

والأقرب : أن زمن " الشاب " يبدأ بالبلوغ

وينتهي إلى الثلاثين ، أو اثنين وثلاثين

ثم تبدأ مرحلة " الكهولة " .

قال ابن الأثير – رحمه الله - :

والكهل من الرجال : من زاد على الثلاثين سنة إلى الأربعين

وقيل من ثلاث وثلاثين إلى تمام الخمسين .


" النهاية في غريب الحديث " ( 4 / 313 ) .

وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :

الشاب ما بين الخمس عشرة سنة إلى الثلاثين .


" شرح رياض الصالحين " ( 1 / 462 ) .

يمر الإنسان في مراحل حياته بمراحل تتفاوت قوة وضعفاً

فهو يخرج إلى الدنيا صغيراً ضعيفاً، لا يعلم شيئاً

ثم يكبر شيئاً فشيئاً، فيقوى جسمه وتنمو حواسه

ويزداد عقلاً وعلماً، حتى يبلغ أشده.

ولقد أشار القرآن الكريم إلى هذا الطور في حياة الإنسان

حيث يقول الله سبحانه وتعالى

وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ

السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (78) سورة النحل

أي أن الله أخرج عباده من بطون أمهاتهم لا يعلمون شيئا

ثم بعد هذا يرزقهم السمع الذي يدركون الأصوات والأبصار

التي بها يحسون المرئيات والأفئدة وهي العقول التي يميز يها

بين الأشياء ضارها ونافعها وهذه القوى والحواس

تحصل للإنسان على التدريج قليلا قليلا كلما كبر زيد في سمعه

وبصره وعقله حتى يبلغ أشده

. وإنما جعل تعالى هذه في الإنسان ليتمكن بها من عبادة ربه تعالى

فيستعين بكل جارحة وعضو وقوة على طاعة مولاه


تفسير ابن كثير 2/580

الشباب في جميع الأطوار وفي أي قطر من الأقطار

هم عماد حضارة الأمم، وسر نهضتها

لأنهم في سن الهمم المتوثبة والجهود المبذولة

سن البذل والعطاء، سن التضحية والفداء.


فقد عني الإسلام بهذه المرحلة من العمر عناية خاصة

ووجهها للبناء والخير، وجنبها الهدم الشر.

فهو يهدف إلى جعل هذه المرحلة من العمر (مرحلة الشباب)

مرحلة خير على مستوى الفرد والجماعة.

وإذا تأملنا القرآن والسنة

وهما المصدران الأساسيان في التشريع للمسلمين

لوجدنا فيهما اهتماماً خاصاً بمرحلة الشباب

سواء في الثناء وذكر الإنجازات

أو في الإرشاد والتوجيهات الخاصة بهذه المرحلة.

وعلى سبيل المثال نجد أن القرآن الكريم يحدثنا عن الشباب

بأنهم هم الذين اتبعوا الرسل وصدقوهم وآمنوا بهم

فهؤلاء أتباع موسى (عليه السلام) يصفهم ربهم بقوله:

فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ

أَن يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ

وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ (83) سورة يونس

يخبر تعالى أنه لم يؤمن بموسى عليه السلام

مع ما جاء به من البينات والحجج القاطعات

والبراهين الساطعات، إلا قليل من قوم فرعون

من الذرية وهم الشباب، لأن من آمن فهو معرض للإيذاء

من فرعون وأعوانه، أما هؤلاء الشباب الأقوياء

فقد وطنوا أنفسهم على تحمل المتاعب والمشاق في هذا السبيل

وهم يعلمون أن ما أصابهم في سبيل الله سبحانه وتعالى

سوف يلاقون عليه أحسن الجزاء.

كما أن القرآن الكريم قد أثنى على فئة من الشباب

الذين آمنوا بالله سبحانه وتعالى وكا فأهم على ذلك

بزيادة الهدى حين قال سبحانه وتعالى

إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13) سورة الكهف

والفتية في اللغة العربية هم الشباب


ومن الاهتمام بعنصر الشباب

نجد ما يبينه الرسول صلى الله عليه وسلم من مكانة الشباب

الذي ينشأ على طاعة الله سبحانه وتعالى

فهذا الصنف من الشباب لهم مكانة عالية عند الله سبحانه وتعالى

حيث ينجيهم من الضيق والكرب الذي يلحق الناس يوم القيامة

فيظلهم الله سبحانه وتعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله

عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :

( سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ -

وفيه : - وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ ... ) .


رواه البخاري ( 629 ) ومسلم ( 1031 ) .

كما نجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم يخاطب

فئة الشباب ويوصيهم بوصية عظيمة بقوله:

( يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ منكُم الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ

فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ

وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ ) .


رواه البخاري (5066) ومسلم (1400)

ففي هذا التوجيه النبوي صيانة للشباب

من فساد السلوك والوقوع في الإثم

وعناية الرسول صلى الله عليه وسلم بالشباب

تتخذ أشكالاً عديدة منها الوصايا النافعة لهم

ومن ذلك وصيته لابن عمه عبد الله بن عباس (رضي الله عنهما)

قال: كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فقال:

( يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ ، احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ

احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ

وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ

وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ

لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ

وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ

إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ )


رواه الترمذي (2516)

فهذه وصية عظيمة من رسول الله صلى الله عليه وسلم

لابن عمه الغلام ابن عباس، وصية يتكفل الله سبحانه وتعالى

لمن عمل بها أن يحفظه في أموره كلها

ومن الوصايا القيمة التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم

الشباب وصيته لأبي ذر (رضي الله عنه) قال:

قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:

اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ ، وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا...


رواه الترمذي (1987)

و الخلاصة

عناية الاسلام بالشباب ليست في عصر دون عصر

ولا في مكان دون آخر، بل هي في كل مكان

وفي كل زمان

ولا عجب في ذلك فقد جاء الإسلام بالخير والسعادة لكل البشرية

فمن وفقه الله لهذا الدين سعد في دنياه وأخراه

ومن ضل عن هذا الدين فهو على خطر عظيم.


اخوة الاسلام

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

من اجل استكمال الموضوع









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2020-12-01 في 05:20.