منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-11-28, 04:51   رقم المشاركة : 117
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته



الصحة تاجٌ على رؤوس الأصِحَّاء لا يعرفها إلاَّ المرضى

ولكن الناس لِطُولِ إِلْفِهِم للصحة والعافية لا يشعرون بها

ولا يقدرونها حقَّ قدرها

وفي خِضَمِّ الأحداث الجارية، وانتشارِ الوباء العام "كورونا"

تَنَبَّه الناسُ لِنِعمَةِ العافية؛ خشيةَ أنْ تُسْلَبَ منهم بغتة

ولنتأملْ كيف تعطَّلَتْ مَصالِحُ الدول والأفراد خوفاً

من انتشار هذا الوباء

فلو أُصيب الإنسانُ بمرضٍ فإنه لا يجد طعمَ الحياة

بل لا يستطيع القيامَ بأمور الحياة على الوجه المطلوب

وربما يتمنَّى البعضُ الموتَ هرباً من آلام المرض


نسأل الله العفو والعافية.

ومن أعظم النِّعم نعمة العافية

التي لا تَطِيبُ الحياةُ إلاَّ بها

لذا قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:

«مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ

عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا»


رواه البخاري في "الأدب المفرد" (رقم/300)

والترمذي في "السنن" (2346)


فالدنيا بحذافيرها لا تَطِيبُ إلاَّ بالأمن والعافية.

وامتدح النبيُّ صلى الله عليه وسلم الصِّحةَ بقوله:

«لاَ بَأْسَ بِالْغِنَى لِمَنِ اتَّقَى

وَالصِّحَّةُ لِمَنِ اتَّقَى خَيْرٌ مِنَ الْغِنَى

وَطِيبُ النَّفْسِ مِنَ النِّعَمِ» -


رواه أحمد (23158)

وصححه الألباني في " الصحيحة " (174) .


ونعمة الوقت من النعم العظيمة

التي امتن الله بها على عباده

حتى أقسم الله تعالى ببعض الوقت

فقال تعالى : ( وَالْعَصْرِ )

لأهمية هذا الوقت وبركته

وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - :

( اغتنم خمسا قبل خمس حياتك قبل موتك

وصحتك قبل سقمك وفراغك قبل شغلك

وشبابك قبل هرمك وغناك قبل فقرك )


انظر صحيح الجامع برقم (1077) .

ولما كان أكثر الناس جاهلين بقدر هذه النعمة

غافلين عما يجب عليهم نحوها من عمارتها بشكر الله وطاعته

قال النبي صلى الله عليه وسلم :

( نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ )


رواه البخاري (6412)

والمغبون هو الخاسر في بيعه أو شرائه .

وَقَالَ الطِّيبِيُّ : " ضَرَبَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْمُكَلَّفِ

مَثَلا بِالتَّاجِرِ الَّذِي لَهُ رَأْس مَال

, فَهُوَ يَبْتَغِي الرِّبْح مَعَ سَلامَة رَأْس الْمَال

فَطَرِيقه فِي ذَلِكَ أَنْ يَتَحَرَّى فِيمَنْ يُعَامِلهُ

وَيَلْزَم الصِّدْق وَالْحِذْق لِئَلا يُغْبَن

, فَالصِّحَّة وَالْفَرَاغ رَأْس الْمَال ,

وَيَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُعَامِل اللَّه بِالإِيمَانِ ,

وَمُجَاهَدَة النَّفْس وَعَدُوّ الدِّين ,

لِيَرْبَح خَيْرَيْ الدُّنْيَا وَالآخِرَة وَقَرِيب مِنْهُ قَوْل اللَّه تَعَالَى

( هَلْ أَدُلّكُمْ عَلَى تِجَارَة تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَاب أَلِيم ) الآيَات .

وَعَلَيْهِ أَنْ يَجْتَنِب مُطَاوَعَة النَّفْس

وَمُعَامَلَة الشَّيْطَان لِئَلا يُضَيِّع رَأْس مَاله مَعَ الرِّبْح "


فتح الباري لابن حجر

وإذا كان الوقت بهذه المنزلة

فإنه لا ينبغي للمسلم أن يكون عنده وقت للفراغ

لأنه يتقلب من طاعة إلى طاعة

فإن لم يخرج من طاعة إلى أختها

فإنه يخرج إلى المباح .


و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر











آخر تعديل *عبدالرحمن* 2020-11-28 في 04:54.