منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-11-23, 17:10   رقم المشاركة : 112
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

السر في إجابة الله لدعاء الأنبياء

الأربعة كما في سورة الأنبياء؟

يقول الله في الآية:

وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ

إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي [سورة البقرة:186]

عجبا هو يستجيب للدعاء

لكن قال: فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي

قال لي في آية الدعاء ما معنى ذلك؟


معنى ذلك: أننا لا بد أن نستجيب له

حتى يستجيب لنا


فكيف نستجيب له؟

اقرؤوا معي -يا عباد الله-

أدعية الأنبياء الأربعة في سورة الأنبياء


أولهم: نوح

نادى ربه في الكربة العظيمة

وقد هم قومه بقتله، ومن معه، بعد الاستهزاء والسخرية

والحرب الشديدة الطويلة، والحصار، وأنواع الاضطهاد

ولما عم الطوفان الأرض ركبوا في السفينة

تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ [سورة هود:42]

هذه كربة أيضا، نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ [سورة الصافات:75]

ماذا قال الله؟ في سورة الأنبياء

فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ [سورة الأنبياء:76].


الثاني أيوب

إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ [سورة الأنبياء:83]

لبث في البلاء ثمانية عشرة سنة

حتى تركه القريب والبعيد

ولم يبق معه إلا زوجته الوفية

وواحد من إخوانه في الله:

أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ [سورة الأنبياء:83]

شكى الحال فقط:

فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ

وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا [سورة الأنبياء:84].


الثالث: ذا النون

إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا [سورة الأنبياء:87]

يعني لقومه الذين تمردوا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ يعني أن لن نضيق

وليس نقدر هنا بمعنى نستطيع

لكن معناها نضيق كما أن الله ذكر في الرزق

فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ [سورة الفجر:16]

ضيقه، فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ لن نضيق عليه ونبقيه في بطن الحوت

كان حسن ظنه بالله قائما أنه سينجيه

وحسن الظن أنا عند ظن عبدي بي

وهذه مهمة جدا في الدعاء

فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ ظلمة الليل

وظلمة البحر وظلمة بطن الحوت:

أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ [سورة الأنبياء:87]

هذه دعوته لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ غ‌

فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ [سورة الأنبياء:87، 88].


الرابع: زكريا


كان قد تقدم به العمر، واشتعل رأسه شيبًا

وصارت امرأته عاقرًا

وبلغ من الكبر عتيا

يفتقد ولدا يكون معه نبيا ووليا، ويحمل هم الدعوة

ويكون في قومه مصلحا بعده، يقودهم بكتاب الله

ما يئس رغم أن المؤشرات كلها تدل على أنه لا أمل في الإنجاب:

رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ غ‌

فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ [سورة الأنبياء:89، 90].


ما هو السر في إجابة هؤلاء الأربعة؟

شيء ذكره الله بعد ذكر أدعيتهم

قال: إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ [سورة الأنبياء:90]

بدون دعوة من أحد، بدون إلحاح، بدون...

وإنما تلقائيا وفوريا واستجابة ذاتية

إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ

وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا خوفا وطمعا،

على خوف وعلى رجاء

وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ [سورة الأنبياء:90]

هذا الثالث، منقادين ذليلين عابدين لنا.

هذه هي الاستجابة منهم التي أدت إلى الاستجابة منه

فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي [سورة البقرة:186] هذا تفسيرها.


اخوة الاسلام


و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

من اجل استكمال الموضوع









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2020-11-23 في 17:20.