منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-11-23, 04:35   رقم المشاركة : 111
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B11

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته



عباد الله: إن العبادة العظيمة العبادة الشريفة

العبادة التي يحبها الله، العبادة التي لو تركت يغضب الله

العبادة التي هي عند الله بمكان

العبادة التي هي من أصل التوحيد

والدالة على التوحيد: الدعاء


دعاء الله تعالى

هذا الدعاء شأنه عظيم يقرب من المولى

ويبرهن على التوحيد، وفيه صدق المناجاة

تفرج به الكربات، وتحقق به الحاجات، وتدفع به السيئات

وتستجلب به البركات، تفتح به الجنات

وينجي من النار والعذاب الأليم.


عباد الله: لو سألنا ما هي صفات الدعاء المستجاب؟

فيقول كثيرون: رفع اليدين، والتوجه إلى القبلة

وأكل الحلال، والصلاة على النبي


وهذا كله عظيم ومهم

ولكن هناك في الدعاء أسرار وخفايا

ربما تغيب عن كثير من المسلمين

ومن ذلك: الافتقار، والاضطرار، والإسرار.

ومن ذلك: أن تدعو ربك شاكيا إليه، مظهرا حاجتك

الله يستجيب الذي يدعوه مفتقرا إليه.


تأملوا في دعاء موسى ماذا فيه؟

رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ [سورة القصص:24].

وصل موسى الى مدين حافيا جائعا، طريدا خائفا

منهكا، متعبا، وبشهامته وحبه للخير

سقى للمرأتين قطيع الغنم كاملاً

وسط أولئك الرجال والرعاة

آوى إِلَى الظِّلِّ

في هذه الحالة من البؤس والافتقار والشدة

وهو يقول: رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ

محتاج إلى خيرك يا رب

سرعان ما جاء الفرج

فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء [سورة القصص:25]

وجاء معها المأمن والمأوى والمأكل

والعمل والزواج والطمأنينة والبيئة الطيبة، والصهر الصالح.


تأملوا في دعوة أيوب:

رب إني مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ [سورة الأنبياء:83]

لماذا لم يقل: اكشف ما بي

كان شكاية الحال كفاية عن السؤال

شكاية الحال هذه من أسباب الاستجابة العظيمة.


ويعقوب يقول:

إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ [سورة يوسف:86]

إِنَّمَا أَشْكُو لاحظوا -يا عبد الله-

إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ الكربات كثيرة

نوائب الدنيا متعددة

ضغوط الحياة شديدة

وفي النهاية الإنسان لا بدّ أن يشكو

لا بدّ أن يخرج ما في نفسه، وإلا ينفجر

وإذا كان إخراج الحاجة للمخلوق فيه نوع ذل

والشكاية للمخاليق ليست حميدة


فإلى من تكون الشكاية إذًا؟

ومن الذي يستفرغ عنده الشدة والكربة، ويشكى إليه الحال؟

إنه الله وتكون الشكاية في هذه الحالة سؤال ودعاء بحد ذاته

ولذلك لما تقول:

أنت القوي ونحن الضعفاء، أنت الغني ونحن الفقراء

أنت الحي الذي لا يموت ونحن نفنى ونموت

هذه من أسرار الدعاء العظيمة

عندما يخاطب الله بقوته وضعفنا، وعزه وذلنا

في آية الدعاء في سورة البقرة يقول الله:

وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي [سورة البقرة:186]

ولذلك لا يحتاج الداعي إلى رفع الصوت

ومن فقه الأئمة في القنوت في الأدعية: عدم رفع الأصوات

وعدم الصياح فَإِنِّي قَرِيبٌ [سورة البقرة:186]

أسمع "سبحان الذي وسع سمعه الأصوات"

تقول عائشة: إني في ناحية البيت ما أسمع ما تقول

المجادلة والله سيسمع وأنزل:

قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا

وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ [سورة المجادلة:1]

وقد فرج الله شكواها

وأجاب سؤالها، وكشف ما بها.


اخوة الاسلام

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

من اجل استكمال الموضوع









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2020-11-23 في 04:40.