منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-11-22, 04:25   رقم المشاركة : 110
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته



عَنْ سَعْد بن أبي وقاص، قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ:

لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ،

فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ


رواه الترمذي (3505)، والإمام أحمد في "المسند" (3 / 65)

وحسنه محققو المسند

وصححه الشيخ الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" (2 / 282).


وهذا الدعاء وارد في قوله تعالى:

وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ

فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ الأنبياء/87 - 88.

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى:

" فنادى في تلك الظلمات:

( لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ )

فأقر لله تعالى بكمال الألوهية، ونزهه عن كل نقص

وعيب وآفة، واعترف بظلم نفسه وجنايته.

قال الله تعالى: ( فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ

لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ )

ولهذا قال هنا: ( فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ )

أي الشدة التي وقع فيها.

( وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ )

وهذا وعد وبشارة لكل مؤمن وقع في شدة وغم

أن الله تعالى سينجيه منها

ويكشف عنه ويخفف، لإيمانه

كما فعل بـ "يونس" عليه السلام "


انتهى من"تفسير السعدي" (ص 529).

والظاهر من لفظ الحديث أن الاقتصار على ملازمة هذا الدعاء

بخشوع وخضوع قلب

بنية أن يستجيب الله لحاجته

يكفيه عن ذكر اسم هذه الحاجة

فقد سماه دعاء، ولم يرشد الداعي إلى ذكر حاجته.

قال القرطبي رحمه الله تعالى:

" وقوله: ( كان صلى الله عليه وسلم

يقول عند الكرب: لا إله إلا الله العظيم الحليم... ) الحديث.

قال الطبري: كان السلف يدعون بهذا الدعاء

ويسمونه: دعاء الكرب.

فإن قيل: كيف يسمى هذا دعاء

وليس فيه من معنى الدعاء شيء

وإنما هو تعظيم لله تعالى، وثناء عليه؟

فالجواب: إن هذا يسمى دعاء لوجهين:

أحدهما: أنه يستفتح به الدعاء

ومن بعده يدعو. وقد ورد في بعض طرقه: ( ثم يدعو ).

وثانيهما: أن ابن عيينة قال -

وقد سُئِل عن هذا -:

أما علمت أن الله تعالى يقول:

( إذا شغل عبدي ثناؤه عن مسألتي

أعطيته أفضل ما أعطي السائلين ).


انتهى من "المفهم" (7 / 56 - 57).

و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر