منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-11-19, 04:30   رقم المشاركة : 107
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B11

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته



قيام الليل سُنة مؤكدة ,

تواترت النصوص من الكتاب والسنة بالحث عليه

, والتوجيه إليه , والترغيب فيه, ببيان عظيم شأنه

وجزالة الثواب عليه .

وقيام الليل له شأن عظيم في تثبيت الإيمان

, والإعانة على جليل الأعمال ,

قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمْ اللَّيْلَ إِلا قَلِيلا *

نِصْفَهُ أَوْ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلْ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا *

إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلا ثَقِيلا *

إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلا ) المزمل/1-6.

ومدح الله تعالى أهل الإيمان والتقوى ,

بجميل الخصال وجليل الأعمال ,

ومن أخص ذلك قيام الليل ,

قال تعالى : ( إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا

وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ

* تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا

وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ

لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) السجدة/15-17.

ووصفهم في موضع آخر بقوله :

( وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا *

وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا

. . . إلى أن قال : أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ

بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا *

خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا ) الفرقان/64-75.

وفي ذلك من التنبيه على فضل قيام الليل ,

وكريم عائدته ما لا يخفى

وأنه من أسباب صرف عذاب جهنم , والفوز بالجنة

وما فيها من النعيم المقيم


وجوار الرب الكريم , جعلنا الله ممن فاز بذلك .

وقد وصف الله تعالى المتقين في سورة الذاريات ,

بجملة صفات - منها قيام الليل -

, فازوا بها بفسيح الجنات ,

فقال سبحانه : ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ *

آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ *

كَانُوا قَلِيلا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ) الذاريات/15-17.

وقد حث النبي على قيام الليل ورغّب فيه في أحاديث كثيرة


فمن ذلك :

قوله صلى الله عليه وسلم :

( أَفْضَلُ الصَّلاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلاةُ اللَّيْلِ)


رواه مسلم (1163) .

وقوله صلى الله عليه وسلم :

(عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ ، فَإِنَّهُ دَأْبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ

وَهُوَ قُرْبَةٌ إِلَى رَبِّكُمْ ، وَمَكْفَرَةٌ لِلسَّيِّئَاتِ ، وَمَنْهَاةٌ لِلإِثْمِ )


. رواه الترمذي (3549)

وحسنه الألباني في إرواء الغليل (452) .


(فَإِنَّهُ دَأْبُ الصَّالِحِينَ ) أَيْ عَادَتُهُمْ وَشَأْنُهُمْ .

(وَهُوَ قُرْبَةٌ إِلَى رَبِّكُمْ) أَيْ مِمَّا يُتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى .

(وَمَكْفَرَةٌ لِلسَّيِّئَاتِ) أي يكفر السيئات .

(وَمَنْهَاةٌ لِلإِثْمِ) أَيْ ينهى عَنْ اِرْتِكَابِ الإِثْمِ ،

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : ( إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) .

وعن عمرو بن مرة الجهني قال :

جاء رسولَ الله صلى الله عليه وسلم رجلٌ من قضاعة

فقال له : يا رسول الله

أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله

وصليت الصلوات الخمس ، وصمت الشهر ، وقمت رمضان

وآتيت الزكاة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :

( من مات على هذا كان من الصديقين والشهداء )


رواه ابن خزيمة وصححه الألباني في صحيح ابن خزيمة (2212) .

وروى الترمذي (1984)

عَنْ عَلِيٍّ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا تُرَى ظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا

وَبُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا

فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ : لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟

قَالَ : لِمَنْ أَطَابَ الْكَلامَ ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ

وَأَدَامَ الصِّيَامَ ، وَصَلَّى لِلَّهِ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ ) .

وحسنه الألباني في صحيح الترمذي .

وروى الحاكم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( أتاني جبريل فقال : يا محمد ، عش ما شئت فإنك ميت

وأحبب من شئت فإنك مفارقه

واعمل ما شئت فإنك مجزي به

واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل

وعزه استغناؤه عن الناس ) .


حسنه الألباني في صحيح الجامع (73) .

وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

: ( مَنْ قَامَ بِعَشْرِ آيَاتٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنْ الْغَافِلِينَ

وَمَنْ قَامَ بِمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنْ الْقَانِتِينَ

وَمَنْ قَامَ بِأَلْفِ آيَةٍ كُتِبَ مِنْ الْمُقَنْطِرِينَ ) .


رواه أبو داود (1398) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .

(الْمُقَنْطِرِينَ) أي : هم الذين أعطوا قِنْطاراً من الأجر.

والقنطار مقدار كبير من الذهب

وأكثر أهل اللغة على أنه أربعة آلاف دينار.

وقيل : إنَّ القِنطار مِلْء جِلْد ثَور ذَهباً. وقيل : ثمانون ألفاً

. وقيل : هو جُمْلة كثيرة مجهولة من المال .


انظر "النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير .

والمراد من الحديث تعظيم أجر من قام بألف آية

وقد روى الطبراني أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال :

( والقنطار خير من الدنيا وما فيها )


وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (638) .

(فائدة) :

قال الحافظ ابن حجر :

" من سورة (تبارك ) إلى آخر القرآن ألف آية اهـ .

فمن قام بسورة تبارك إلى آخر القرآن فقد قام بألف آية .

وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:

"بارك الله فيكم متى يبدأ قيام الليل؟".

فأجاب: " قيام الليل يبدأ من حين أن يصلى الإنسان العشاء

وسنتها ، فإنه يدخل وقت قيام الليل.

ولكن أفضله: يكون بعد منتصف الليل

إلى أن يبقى سدس الليل

لأن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما

لما قال: والله لأقومن الليل ما عشت

أرشده النبي صلى الله عليه وسلم إلى أفضل القيام

قيام دواد عليه الصلاة والسلا

، وقال: إنه كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه."


انتهى، من "فتاوى نور على الدرب" الشاملة.

و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر