أخوة الإسلام
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
ذَمُّ الجَزَع والنَّهي عنه في القرآن الكريم
قال تعالى: أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ [إبراهيم: 21.]
قال ابن عاشور: (وجملة أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا
مِن كلام الذين استكبروا. وهي مستأنفة تُبين عن سؤالٍ مِن الضُّعفاء
يستفتون المستكبرين: أيصبرون أم يجزعون
تطلُّبًا للخلاص مِن العذاب، فأرادوا تأييسهم مِن ذلك، يقولون
: لا يفيدنا جَزَعٌ ولا صَبْرٌ، فلا نجاة مِن العذاب.
فضمير المتكلِّم المشارك شامل للمتكلِّمين والمجابين
جمعوا أنفسهم إتمامًا للاعتذار عن توريطهم)
((التحرير والتنوير)) (13/217).
- وقال تعالى: إِنَّ الإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا
وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا إِلاَّ الْمُصَلِّينَ [المعارج: 19-22].
قال السعدي: (فيَجْزَع إن أصابه فقرٌ أو مرضٌ
أو ذهابُ محبوبٍ له، مِن مالٍ أو أهلٍ أو ولد
ولا يستعمل في ذلك الصَّبر والرِّضا بما قضى الله)
((تيسير الكريم الرحمن)) (ص 887).
- وقال تعالى: فَصَبْرٌ جَمِيلٌ [يوسف: 18].
قال ابن القيِّم: (لا جَزَعَ فيه)
((بدائع الفوائد)) (4/175).
- وقال تعالى: وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ
أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَآئِمًا [يونس: 12].
قال ابن كثير عند هذه الآية:
(يخبر تعالى عن الإنسان وضجره وقلقه إذا مسَّه الضُرُّ
وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاء عَرِيضٍ [فصلت: 51]
أي: كثير، وهما في معنى واحد
وذلك لأنَّه إذا أصابته شدَّةٌ قَلِقَ لها، وجَزِع منها
وأكثرَ الدُّعاء عند ذلك
فدعا الله في كَشْفِها ورَفْعِها عنه ...)
((تفسير القرآن العظيم)) (4/252).
و لنا عودة من اجل استكمال شرح
خُلُق الجَزَع