أخوة الإسلام
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
صور التَّعْسِير
للتَّعْسِير صورٌ كثيرةٌ، أهمُّها ما يلي:
1- التَّعْسِير على المدِين عند تأخُّره عن قضاء الدَّين
-لعدم مقدرته- وعدم إنظاره، ويخرج مِن هذه الصُّورة:
أن يكون المدِين قادرًا على الإعطاء
ومع ذلك يمتنع عن دفع دَيْنِه
فيجوز للدَّائن عندئذ شكايته لولي الأمر
-أو مَن ينوب عنه- لأخذ ماله عَنْوَة
لذا قال صلى الله عليه وسلم:
((مَطْل [4809] المطل: هو ترك إعطاء
ما حل أجله مع طلبه.
((فتح الباري)) لابن حجر (1/ 189).
الغنيِّ ظُلْمٌ )) [4810]
رواه البخاري (2287)، ومسلم (1564). .
2- التَّعْسِير في النَّفقة، وهي تضييق الرَّجل
على أهله في النفقة، ولها حالتان:
أولًا: إذا كان هذا بغير اختياره فلا شيء عليه
كما قال تعالى: لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ
رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا
إِلاَّ مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا [الطَّلاق: 7].
ثانيًا: إذا كان هذا باختياره -مع مقدرته على الإنفاق
عليهم بما يسدُّ حاجتهم- فيحرم عليه
كما قال تعالى: وَلا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ [الطَّلاق: 6].
3- التَّعْسِير مع الأجير: بعدم إعطائه حقَّه كاملًا، أو ببخسه
4- التَّعْسِير على مَن أراد النِّكاح بالمغالاة في مهور النِّكاح
بل واشتراط بعض الشُّروط الخارجة عن المهر: كحجز
قاعة لإقامة العرس
وغيره ممَّا يدفع الشَّباب للعزوف عن النِّكاح.
5- التَّعْسِير على الفقير والمحتاج.
6- تَعْسِير ولاة الأمور على الرَّعية: بعدم تلبية حاجاتهم
أو وضع العوائق الكثيرة للحصول على تلك الحاجيات.
7- استعمال الشدة في الدَّعوة والأمر بالمعروف
والنَّهي عن المنكر
فالأمر بالمعروف لا يكون إلَّا بالمعروف
والنَّهي عن المنكر يكون غير منكر.
8- تَعْسِير المرء على نفسه: فربما يترك الأخذ بالرخصة
فيقع في حرج ومشقة، معسِّرًا على نفسه
مع أنَّ الله سبحانه يحب أن تُؤتَى رخصه
وقد رفع عنا الحرج
وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ [الحج: 78]
يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ [البقرة: 185].
و لنا عودة من اجل استكمال شرح
خُلُق التعسير