منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مساوئ الأخلاق ومذمومها
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-06-24, 14:56   رقم المشاركة : 80
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

استكمال ذمُّ التَّعْسِير والنَّهي عنه في السُّنَّة النَّبويَّة

- عن أبي هريرة رضي الله عنه

عن النَّبي صلى الله عليه وسلم، قال:

((كان تاجر يُدَاين النَّاس، فإذا رأى مُعْسِرًا

قال لصبيانه: تجاوزوا عنه، لعلَّ الله

أن يتجاوز عنَّا، فتجاوز الله عنه ))


[4788] رواه البخاري (2078)، ومسلم (1562).

قال النَّووي: (والتَّجاوز والتَّجوُّز معناهما المسَامَحة

في الاقتضاء والاستيفاء، وقبول ما فيه نقص يسير

كما قال: وأتجوَّز في السِّكة.

وفي هذه الأحاديث فضل إنظار المعْسِر والوضع عنه

إمَّا كلَّ الدَّين، وإمَّا بعضه مِن كثيرٍ أو قليلٍ


وفضل المسَامَحة في الاقتضاء وفي الاستيفاء

سواء استوفى مِن مُوسِر أو مُعْسِر

وفضل الوضع مِن الدَّين

وأنَّه لا يحتقر شيء مِن أفعال الخير

فلعلَّه سبب السَّعادة والرَّحمة.

وفيه جواز توكيل العبيد، والإذن لهم في التَّصرُّف)


[4789] ((شرح النووي على مسلم)) (10/224).

- عن أنس بن مالك قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((يسِّروا ولا تعسِّروا، وبشِّروا ولا تنفِّروا ))


[4790] رواه البخاري (69)، ومسلم (1734).

قال النَّووي: (جمع في هذه الألفاظ

بين الشَّيء وضدِّه

لأنَّه قد يفعلهما في وقتين

فلو اقتصر على ((يسِّروا)) لصدق ذلك على

مَن يسَّر مرَّةً أو مرَّات، وعَسَّر في معظم الحالات

فإذا قال: ((ولا تعسِّروا)) انتفى التَّعْسِير

في جميع الأحوال مِن جميع وجوهه

وهذا هو المطلوب، وكذا يقال في: ((يسِّرا ولا تنفِّرا

وتطاوعا ولا تختلفا ))

لأنَّهما قد يتطاوعان في وقت، ويختلفان في وقت

وقد يتطاوعان في شيء، ويختلفان في شيء.

وفي هذا الحديث الأمر بالتَّبشير بفضل الله

وعظيم ثوابه، وجزيل عطائه، وسعة رحمته

والنَّهي عن التَّنْفِير بذكر التَّخويف

وأنواع الوعيد محضة مِن غير ضمِّها إلى التَّبشير.

وفيه تأليف مَن قَرُب إسلامه

وترك التَّشديد عليهم، وكذلك مَن قارب البلوغ

مِن الصِّبيان ومَن بلغ، ومَن تاب مِن المعاصي

كلُّهم يُتَلطَّف بهم، ويُدرَجون في أنواع الطَّاعة

قليلًا قليلًا، وقد كانت أمور الإسلام في التَّكليف

على التَّدريج، فمتى يسَّر على الدَّاخل في الطَّاعة

-أو المريد للدُّخول فيها- سَهُلَت عليه

وكانت عاقبته -غالبًا- التَّزايد منها

ومتى عَسُرت عليه أوشك أن لا يدخل فيها

وإن دَخَل أوشك أن لا يدوم

أو لا يَسْتَحْلِيَها. وفيه أمر الوُلَاة بالرِّفق

واتِّفاق المتشاركين في ولاية ونحوها

وهذا مِن المهمَّات؛ فإنَّ غالب المصالح لا يتمُّ إلَّا بالاتِّفاق

ومتى حصل الاختلاف فات. وفيه وصيَّة الإمام الوُلَاة

وإن كانوا أهل فضل وصلاح

كمعاذ وأبي موسى

فإنَّ الذِّكرى تنفع المؤمنين)


[4791] ((شرح النَّووي على مسلم)) (21/41).

- وعن أبي هريرة قال:

((قام أعرابيٌّ فبال في المسجد، فتناوله النَّاس

فقال لهم النَّبي صلى الله عليه وسلم: دعوه

وأريقوا على بوله سجلًا مِن ماء، أو ذَنُوبًا مِن ماء

فإنَّما بُعِثتُم ميسِّرين، ولم تُبْعَثوا معسِّرين))


[4792] رواه البخاري (220)، ومسلم عن أنس بلفظ آخر (284).

قال العيني: (فيه مراعاة التَّيسير

على الجاهل، والتَّألف للقلوب)


[4793] ((عمدة القاري)) (3/127).

وأولى الناس بالتيسير الداعية إلى الله؛ اقتداء

برسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك المفتي عليه

أن يراعي التيسير ورفع الحرج عن الناس.

يقول ابن العربي (إذا جاء السَّائل عن مسألة

فوجدتم له مَخْلَصًا فيها، فلا تسألوه عن شيء

وإن لم تجدوا له مَخْلصًا فحينئذ اسألوه

عن تصرُّف أحواله وأقواله ونيَّته

عسى أن يكون له مَخْلصًا)


[4794] ((أحكام القرآن)) (4/75).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُق التعسي

.










رد مع اقتباس