منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مساوئ الأخلاق ومذمومها
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-06-23, 15:14   رقم المشاركة : 79
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

ذمُّ التَّعْسِير والنَّهي عنه في السُّنَّة النَّبويَّة

- عن عبد الله بن أبي قتادة، أنَّ أبا قتادة

طلب غريمًا له، فتوارى عنه ثم وجده،

فقال: إني معسر، فقال: آلله؟ قال: آلله؟

قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم

يقول: ((من سرَّه أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة

فلينفِّس عن معسر، أو يضع عنه ))


[4775] رواه مسلم (1563). .

(أي: ليؤخر مطالبة الدين عن المدين المعسر.

وقيل: معناه يفرج عنه، أو يضع عنه، أي: يحط عنه

وهذا مقتبس من مشكاة قوله تعالى:

وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ)


[4776] ((دليل الفالحين)) لمحمد علي البكري الصديقي (7/164). .

قال القاري: (فلينفِّس -بتشديد الفاء المكسورة-

أي: فليؤخِّر مطالبته عن مُعْسِر

أي: إلى مدَّة يجد مالًا فيها، أو يضع -بالجزم-

أي: يحطُّ ويترك عنه

-أي عن المعْسِر- كلَّه أو بعضه. فائدة الفرض

أفضل مِن النَّفل بسبعين درجة إلَّا في مسائل.

الأَوْلَى إبراء المعْسِر مندوب وهو أفضل من إنظاره)


[4777] ((مرقاة المفاتيح)) لملا علي القاري (5/1954). .

- عن أنس رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلَّى الله تعالى عليه وآله وسلَّم:

((لا تشدِّدوا على أنفسكم فيشدِّد الله عليكم

فإنَّ قومًا شدَّدوا على أنفسهم فشدَّد الله عليهم

فتلك بقاياهم في الصَّوامع والدِّيار

رهبانيَّة ابتدعوها ما كتبناها عليهم))


[4778] رواه أبو داود (4904)

قال ابن تيمية: (ففيه نهي النبي صلى الله عليه وسلم

عن التشدد في الدين بالزيادة على المشروع.

والتشديد: تارة يكون باتخاذ ما ليس بواجب

ولا مستحب: بمنزلة الواجب والمستحب في العبادات

وتارة باتخاذ ما ليس بمحرم

ولا مكروه بمنزلة المحرم والمكروه

في الطيبات؛ وعلل ذلك بأنَّ الذين شددوا

على أنفسهم من النصارى، شدَّد الله عليهم لذلك

حتى آل الأمر إلى ما هم عليه من الرهبانية المبتدعة)


[4779] ((اقتضاء الصراط المستقيم)) (1/322).

وقال ابن القيِّم: (نهى النَّبيُّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم

عن التَّشديد في الدِّين، وذلك بالزِّيادة على المشروع

وأخبر أنَّ تشديد العبد على نفسه هو السَّبب

لتشديد الله عليه، إمَّا بالقَدَر، وإمَّا بالشَّرع

فالتَّشديد بالشَّرع: كما يشدِّد على نفسه بالنَّذر الثَّقيل

فيلزمه الوفاء به، وبالقَدَر: كفعل أهل الوسواس

فإنَّهم شدَّدوا على أنفسهم، فشدَّد عليهم القَدَر

حتى استحكم ذلك، وصار صفة لازمة لهم)


[4780] ((إغاثة اللهفان)) (1/132).

- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال:

((جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج

النبي صلى الله عليه وسلم

يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم

فلما أخبروا كأنهم تقالُّوها

فقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم؟

قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبدًا.

وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر.

وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدًا.

فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم

فقال: أنتم الذين قلتم كذا وكذا

أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له

لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد

وأتزوج النساء

فمن رغب عن سنتي فليس مني ))


[4781] رواه البخاري (5063).

قال ابن تيمية معلقًا على هذا الحديث:

(والأحاديث الموافقة لهذا كثيرة في بيان

أنَّ سنته التي هي الاقتصاد: في العبادة

وفي ترك الشهوات؛ خير من رهبانية النصارى

التي هي: ترك عامة الشهوات من النكاح وغيره

والغلو في العبادات صومًا وصلاة)


[4782] ((اقتضاء الصراط المستقيم)) (1/325).

وقال ابن حجر: (قوله: إني لأخشاكم لله وأتقاكم له

فيه إشارة إلى رد ما بنوا عليه أمرهم من أن المغفور

له لا يحتاج إلى مزيد في العبادة بخلاف غيره

فأعلمهم أنَّه مع كونه يبالغ في التشديد في العبادة

أخشى لله وأتقى من الذين يشددون وإنما كان كذلك

لأنَّ المشدد لا يأمن من الملل بخلاف المقتصد

فإنه أمكن لاستمراره وخير العمل ما داوم عليه صاحبه)

[4783] ((فتح الباري)) (9/105).

- عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

((مَن أنظر معسِرًا، أو وضع عنه

أظلَّه الله في ظلِّه ))


[4784] رواه مسلم (3006).

قال الطَّحاوي: (الإِعسار قد يكون على العدم الذي

لا يُوصَل معه إلى شيء، وقد يكون على القِلَّة التي

يُوَصل معها، ما إذا أخذ ممَّن عليه الدَّين فَدَحَه

وكَشَفَه، وأضرَّ به، والعُسْرَة تجمعهما جميعًا

غير أنَّهما يختلفان فيها

فيكون أحدهما بها مُعْدَمًا

ولا يكون الآخر منهما بها مُعْدَمًا

وكلُّ مُعْدَمٍ مُعْسِر، وليس كلُّ مُعْسِرٍ مُعْدَمًا

فقد يحتمل أن يكون المعْسِر المقصود

بما في هذه الآثار إليه هو المعْسِر الذي يجد

ما إن أُخِذ منه فَدَحه، وكَشَفه، وأضرَّ به

فمَن أَنْظَر مَن هذه حاله بما له عليه

فقد آثره على نفسه

واستحقَّ ما للمُؤثِرين على أنفسهم

وكان مِن أهل الوَعْد الذي ذكره

رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الآثار)


[4785] ((مشكل الآثار)) (8/315).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ التعسير









رد مع اقتباس