أخوة الإسلام
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
ذَمُّ التَّعْسِير والنَّهي عنه مِن القرآن الكريم
- قال تعالى: فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا
بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى [الطَّلاق: 6].
تضمنت هذه الآية (معاتبة للأمِّ على المعَاسَرة
كما تقول -لمن تستقضيه حاجةً فيتوانى-:
سيقضيها غيرك. تريد أن تبقى غير مقضيَّة فأنت مَلُومٌ
قال سعدي المفتي: ولا يخلو عن معاتبة الأب -أيضًا-؛
حيث أسقط في الجواب عن حيِّز شرف الخطاب
مع الإشارة إلى أنَّه إن ضُويِقَت الأمُّ في الأجر
فامتنعت مِن الإرضاع لذلك
فلا بدَّ مِن إرضاع امرأة أخرى
وهي -أيضًا- تطلب الأجر في الأغلب الأكثر
والأُمُّ أشفق وأحنُّ، فهي به أولى
وبما ذكرنا يظهر كمال الارتباط بين الشَّرط والجزاء
[4773] ((روح البيان)) لإسماعيل حقي (10/29).
- وقال تعالى: وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ
وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ [البقرة: 280].
قال ابن كثير:
(قوله: وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ
وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ :
يأمر تعالى بالصَّبر على المعسر الذي لا يجد وفاءً
فقال: وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ.
أي: لا كما كان أهل الجاهليَّة يقول أحدهم لمدِينه
إذا حلَّ عليه الدَّين: إمَّا أن تقضي وإمَّا أن تُرْبِي.
ثمَّ يندب إلى الوضع عنه
ويَعِدُ على ذلك الخير والثَّواب الجزيل
فقال: وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ .
أي: وأن تتركوا رأس المال بالكليِّة وتضعوه عن المدِين)
[4774] ((تفسير القرآن العظيم)) (1/717).
و لنا عودة من اجل استكمال شرح
خُلُقِ التعسير