منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - لا للحرب مع المغرب
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-11-06, 01:00   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
Mohand_Zekrini
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي لا للحرب مع المغرب

أصدرت رئاسة الجهورية بيان شديد اللهجة ردا على القصف المغربي لشاحنتين مدنيتين أودى بحياة ثلاثة رعايا جزائريين ووصفته بالهمجي وتوعدت بأن اغتيالهم لن يمضي دون عقاب وأعتبرت الجريمة بأنها ارهاب دولة ويعد ذلك مظهرا جديدا لعدوان وحشي يمثل ميزة لسياسة معروفة بالتوسع الاقليمي والترهيب.
وسار على منوال الرئاسة كل هيئات الدولة والأحزاب والمنظمات، وأنخرطت في ذلك وسائل الاعلام العمومية والخاصة، ولا صوت دعا الى التعقل والهدوء والتريث.
واجتماعا للمجلس الأعلى للأمن تم عقده ضم قادة القوات والنواحي العسكرية.
وزحف الحشود العسكرية الى الحدود الغربية بمختلف المعدات والأسلحة الدفاعية والهجومية.
إذن فالطبول الحرب قد بدأ في تسخينها، وبتحليل ما ورد في بيان الرئاسة "أن الاغتيال لن يمضي دون عقاب" فإن الطبول قد تقرع في أية لحظة.
لأن مصداقية رئاسة الجمهورية أعلى هيئة في هرم الدولة التي توعدت بالرد على العدوان المغربي هي على المحك.
لكن ما هو شكل هذا العقاب؟
خاصة أن الاجراءات الأخرى ما قبل الحرب قد أستهلكت من غلق الحدود البرية وقطع العلاقات الدبلوماسية وغلق المجال الجوي في وجه الطيران الجوي من والى المغرب ووقف ضخ الغاز بالأنبوب المار بالتراب المغربي.
لكن مهما يكون الرد فسيكون عسكريا.
لكن من الجانب المغربي، فهل سيكون التعقيب؟
أغلب الظن، سيكون التعقيب، فالحافز موجود.
اسرائيل موجودة، إذن أمريكا خلفها.
المملكات والامارات الخليجية والعربية ستساند إمتدادها، المملكة الأخرى والوحيدة في غرب ما أصطلح على تسميته الوطن العربي أو الشرق الأوسط الموسع.
فرنسا عدو الأمس موجودة.
ولا ننسى ونعترف أن المغرب له إمتداد إفريقي وعمل كثيرا في ربط علاقات متنوعة ومتينة مع البلدان الافريقية بالأخص الناطقة بالفرنسية في وقت الغفوة الجزائرية، وتوج ذلك بالرجوع الى الحضن الافريقي مسنودا بأغلبية مريحة، أمام إضمحلال الدور الجزائري.
إذن الحرب
فسهل إعلان حرب
لكن من الصعب إسكات الرصاص وإيقاف الحرب.
لأن قرار إيقاف الحرب سيفلت من الطرفين ويصبح بيد الأطراف المصطفة خلف هذا أو ذاك.
إذن الأرواح البشرية ستزهق وتسقط.
فالأشقة سيقتلون الأشقة.
فالأحبة سيقتلون الأحبة.
فالإفريقي سيقتل الإفريقي.
فالمسلم سيقتل المسلم.
فالبلدان سواء الجزائر أو المغرب، فميزان القوى العسكري تقريبا متكافيء، ربما ميل خفيف من جانب الجزائر.
ونقول أن الرئاسة تسارعت في إصدارها هي هكذا بيان أكثر حدة وشديد اللهجة ويتوعد بالقصاص.
كان على الرئاسة أن تسند هكذا بيان لوزارة الخارجية.
لتكون هي أكثر أريحية وفي أوسع فسحة في إقرار ما يناسب من قرارات بعد التريث.
هناك حلول خارج القصاص.
أن نطلب الإعتذار والتعويض والدية لأهالي الضحايا، كما فعلت أمريكا القوة الأولى ودركي العالم مع القذافي في حادثة لوكيربي.
أن نسمع لمن يريد التوسط.
لأن الحرب هي مكلفة من حيث إزهاق الأرواح البشرية.
ومكلفة من حيث إنهاك الاقتصاد، المنهك أصلا.
إذن مهما تكون النتيجة.
فالحرب خاسرة حتى للمنتصر، فمبالك بالمنهزم.
ونقول لا للحرب مع المغرب.
فأعداء البلدان الظاهرين والمستترين يتربصون.

الأستاذ/ محند زكريني









 


رد مع اقتباس