بِسْم اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (171)
سورة الأعراف
********
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: واذكر، يا محمد، إذ اقتلعنا الجبل فرفعناه فوق بني إسرائيل، كأنه ظلة غمام من الظلال= وقلنا لهم: "خذوا ما آتيناكم بقوة"، من فرائضنا، وألزمناكم من أحكام كتابنا، فاقبلوه، اعملوا باجتهاد منكم في أدائه، من غير تقصير ولا توانٍ (1) = "واذكروا ما فيه"، يقول ما في كتابنا من العهود والمواثيق التي أخذنا عليكم بالعمل بما فيه = "لعلكم تتقون"، يقول: كي تتقوا ربكم، فتخافوا عقابه بترككم العمل به إذا ذكرتم ما أخذ عليكم فيه من المَواثيق.
-------------
(1) (1) انظر تفسير ((بقوة)) فيما سلف 1: 160، 161، 356، 357، وسائر فهارس اللغة (قوى) .
تفسير الطبري (13-217)
بترقيم الشاملة الحديثة
قال ابن السعدي:
{وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ} حين امتنعوا من قبول ما في التوراة. فألزمهم الله العمل ونتق فوق رءوسهم الجبل، فصار فوقهم {كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ} وقيل لهم: {خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ} أي: بجد واجتهاد.
تفسير السعدي ص 308
بترقيم الشاملة الحديثة