السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه من أوضح النصوص دلالة قاطعة أن النسخ وقع في الشرائع
قول الله تعالى:
( مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا
أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) البقرة (106).
وقول الله تعالى:
( وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ
قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ
لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ) النحل (101 – 102).
قال الإمام الطبري رحمه الله تعالى:
" وإذا نسخنا حكم آية، فأبدلنا مكانه حكم أخرى
( وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ ):
يقول: والله أعلم بالذي هو أصلح لخلقه فيما يبدِّل
ويغير من أحكامه
( قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ )
يقول: قال المشركون بالله، المكذبو رسوله
لرسوله: (إِنَّمَا أَنْتَ) يا محمد (مُفْتَرٍ)
أي: مكذب، تتخرص بتقوّل الباطل على الله .
يقول الله تعالى: بل أكثر هؤلاء القائلين لك يا محمد:
إنما أنت مفتر. جهال بأنّ الذي تأتيهم به من عند الله
ناسخه ومنسوخه، لا يعلمون حقيقة صحته.
وبنحو الذي قلنا في تأويل قوله:
( وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ ) قال أهل التأويل... "
انتهى. "تفسير الطبري" (14 / 362).