من هم " البهرة " ؟
وما هي عقائدهم ؟
وما حكم تزويجهم والتزوج منهم ؟
السؤال
سؤالي يتعلق بي وبزوجتي ، تنتمي زوجتي لطائفة " البهرة " ، وهي إحدى طوائف الشيعة ، مواقعهم على الإنترنت هي " مؤمنين دوت أورج " و " معلومات دوت كوم " ،
كنت أنتمي لتلك الطائفة ، لكنَّ الله تعالى هداني لدينه الصحيح . تزوجتها من أجل خاطر والديّ بعدما قالا لي إنها فتاة جيدة ، وإنها سوف تطيعني في مسألة الدين بعد الزواج ، حاولت بكل جهدي أن أبيِّن لها من القرآن والسنَّة
ولكنها مازالت على رفضها . أكبر اختلاف بيننا هو أنها - أو تلك الطائفة عموماً - تتوسل بـ " علي " أو بـ " حسين " رضي الله عنهما ، ولجعل الصورة أوضح أمامكم هم مثلا يقولون " يا الله بوسيلة الحسين ساعدني
أو اشفني " ، فيذهب الحسين لله ، ويطلب منه ، وهكذا يتم الشفاء ، أو تحدث المساعدة المطلوبة ، اعتادت زوجتي قبل ذلك أن تقول " يا حسين ساعدني أو اشفني ، أو أنقذني "
وهذا - على ما أعتقد - شرك ، توقفتْ عن ذلك بعدما شرحت لها ، ولكنها مازلت تتوسل بالأئمة ، وتتبع البدع ، هل هذا النوع من التوسل يعد شركاً ؟ هل ذكر الله في آيات عديدة ألا نسأل إلا هو ؟
إن كان ما تفعله من توسل شرك : فهل زواجي بها صحيح ؟ هل الشرك كفر ؟ والزواج من كافرة لا يجوز ؟ .
يطلب منهم أئمتهم أن ينحنوا أمامهم ، ويقبلوا أقدامهم ، ويذهبوا للقبور ، وينحنوا أمام الموتى ، ويعتقدون أنه سيأخذ بأيديهم إلى الجنة ، هؤلاء يجعلون اسم سيدنا " علي " في الأذان ويذكرونه في التشهد في الصلاة
ويتبعون العديد من البدع ، يقولون – أيضاً - إن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا الله مرات عديدة باسم سيدنا على ، بالإضافة إلى أنهم يسبون ويلعنون السيدة عائشة ، وأبا بكر ، وعمر ، وعثمان
رضي الله عنهم أجمعين ، ويقولون : إنهم عذبوا السيدة فاطمة وسيدنا علي رضي الله عنهما . ما سردته لكم ما كان إلا قليلاً من كثير ، ومازال مسموحاً لهؤلاء
أن يذهبوا للحج ، ويصلوا بطريقتهم ويفعلون بدعهم في مكة. أخي أرجوك أجبني في أقرب وقت ممكن لأنه إن لم يكن زواجي منها جائزاً فأنا زانٍ ! .
أسأل الله تعالى أن يحميني والمؤمنين من الشرك والذنوب وأن ينقذنا من النار، آمين .
الجواب
الحمد لله
أولاً:
جاء تعريف " البهرة " في " الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة " ( 2 / 389 ) :
هم إسماعيلية مستعلية ، يعترفون بالإمام " المستعلي "
ومن بعده " الآمر " ، ثم ابنه " الطيب " ، ولذا يسمون بـ " الطيبية "
وهم إسماعيلية الهند ، واليمن ، تركوا السياسة ، وعملوا بالتجارة ، فوصلوا إلى الهند ، واختلط بهم الهندوس الذين أسلموا ، وعرفوا بـ " البهرة " ، والبهرة : لفظ هندي قديم ، بمعنى " التاجر " .
- الإمام الطيب دخل الستر سنة 525 هـ، والأئمة المستورون من نسله إلى الآن لا يُعرف عنهم شيء ، حتى إن أسماءهم غير معروفة ، وعلماء البهرة أنفسهم لا يعرفونهم .
- انقسمت البهرة إلى فرقتين :
1. البهرة الداوودية : نسبة إلى قطب شاه داود : وينتشرون في الهند ، وباكستان ، منذ القرن العاشر الهجري ، وداعيتهم يقيم في " بومباي " .
2. البهرة السليمانية : نسبة إلى سليمان بن حسن ، وهؤلاء مركزهم في اليمن حتى اليوم .
انتهى
ثانياً:
" البهرة " خليط من عقائد منحرفة شتَّى ، وهم باطنية ، وهم جزء من الإسماعيلية ، والتي كانت من فرق الشيعة ، لكنهم غلوا في أئمتهم أشد من غلو الرافضة ، وهذه بعض عقائدهم
1. لا يقيمون الصلاة في مساجد المسلمين .
2. ظاهرهم في العقيدة يشبه عقائد سائر الفرق الإسلامية المعتدلة .
3. باطنهم شيءٌ آخر ، فهم يصلون ، ولكن صلاتهم للإمام الإسماعيلي المستور من نسل " الطيب بن الآمر " .
4. يذهبون إلى مكة للحج كبقية المسلمين ، لكنهم يقولون : إن الكعبة هي رمز على الإمام .
انتهى من " الموسوعة الميسرة " ( 2 / 390 ) .
وأما الغلو في إمامهم : فله صور متعددة ، من السجود له ، وتقبيل يده ورجله من الرجال والنساء ، وغير ذلك ، ونحن نسوق بعضها مع الحكم عليها من خلال طائفة من فتاوى علماء اللجنة الدائمة :
1. سئل علماء اللجنة الدائمة :
كبير علماء بوهرة يصر على أنه يجب على أتباعه أن يقدموا له سجدة كلما يزورونه ، فهل وجد هذا العمل في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أو الخلفاء الراشدين ، وحديثاً نشرت صورة لرجل بوهري يسجد لكبير علماء بوهرة في جريدة " من " الباكستانية المعروفة الصادرة في 6 / 10 / 1977 م ، ولاطلاعكم عليها نرفق لكم تلك الصورة ؟ .
فأجابوا :
السجود نوع من أنواع العبادة التي أمر الله بها لنفسه خاصة ، وقربة من القرب التي يجب أن يتوجه العبد بها إلى الله وحده
لعموم قوله تعالى : ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ) النحل/ من الآية 36
وقوله : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ ) الأنبياء/ 25؛
ولقوله تعالى : ( وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ) فصلت/ 37
فنهى سبحانه عباده عن السجود للشمس والقمر، لكونهما آيتين مخلوقتين لله فلا يستحقان السجود ولا غيره من أنواع العبادات
وأمر تعالى بإفراده بالسجود لكونه خالقاً لهما ، ولغيرهما من سائر الموجودات ، فلا يصح أن يُسجد لغيره تعالى من المخلوقات عامة
ولقوله تعالى : ( أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ . وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ . وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ . فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا ) النجم/ 59 – 62 ،
فأَمر بالسجود له تعالى وحده ، ثم عمَّ فأمر عباده أن يتوجهوا إليه وحده بسائر أنواع العبادة دون سواه من المخلوقات ، فإذا كان حال " البوهرة "
كما ذكر في السؤال : فسجودهم لكبيرهم عبادة وتأليه له ، واتخاذ له شريكاً مع الله ، أو إلهاً من دون الله ، وأمره إياهم بذلك أو رضاه به : يجعله طاغوتاً يدعو إلى عبادة نفسه
فكلا الفريقين التابع والمتبوع كافر بالله خارج بذلك عن ملة الإسلام ، والعياذ بالله .
الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ عبد الله بن قعود .
" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 2 / 382 ، 283 ) .