[خالدي لعرج]

قبل الولوج في البحث الخاص بسيدي علي الخليفة بن سيدي علي بن يحي والدي هو علي بن علي بن يحي – ولد الفاسية- واستعراض الوثيقة والرواية التي جمعتها حول الموضوع وعرض كل ما جاء حول هده الشخصية من الرويات المخالفة وتحليل الاشكالية التاريخية والنسبية التي احاطت به ولاجلاء الحقيقة سأبدأ بسرد بعض من تاريخه بداية من والده سيدي علي بن يحي
اتجه سيدي علي بن يحي غربا تاركا مسقط رأس اجداده طالبا العلم الى مدينة فاس مدينة العلم وحاضرة المنطقة كلها كان ذلك في عهد المرنيين في اوخر القرن الثامن الهجري فكان المرينيون يشجعون العلم والعلماء حيث اضحت الوفود تأتي اليهم من كل حدب و صوب رغبة منه في طلب العلم كان سيدي علي بن يحي شديد الحرص و مستعدا لتكبد الصعاب لاجل تحقيق دالك فكان هدا سببا في بروزه على اقرانه إضافة الى صفات الخلقية والخلقية التي زادت من تألقه ثم انسبه الشريف كل هده الواصفات جعلته يظفر بقبوله استاذه الشيخ سليمان الذي لم يوقع له شهادة قبوله ونجاحه فقط بل قربه اليه بتزوجه باحدى فلذات اكباده ابنته
بلغ سيدي علي بن يحي من المكانه حتى اصبح مضرب الامثال في التحكم بدواليب القضاء ووصل صيته الى حاكم فاس الذي بلغه ان سيدي علي بن يحي قال =لو اتيح لي ان اقضي بين الناس سوف يسود العدل في المدينة= وصل ما قاله الى الحاكم فامر ان يمثل امامه ويبين له كيف يفعل ذالك كبرهان لما بلغه عنه والا سيتعرض للعقاب وما كان عليه الا ان يثبت له ذالك من خلال كرامات زرقه الله بها فكان يرى بنور الله في الحكم بين الناس في صورة ابهرت الحاكم والقضاة الامر الذي منحه تقديرا وتكريما كبيرين من الحاكم الدي اسدى له منصب القضاء فاشتعلت غيرة التي وصلت درجة الحسد من بعض وجهاء القوم الذين آلمهم العدل الذي انصف المظلوم امام الظالم فساد العدل الدي هدد مصالح بعض الوجهاء فتحركت المآمرات والمكائد حول سيدي علي بن يحي منهم فقرروا التخلص منه بكل السبل فلم يجدوا حلية لدالك الا نصحية عجوز اشارت اليهم بمخرج ينقذهم ومصالحهم من هذا القاضي العادل فكانت حيلة حبكت باحكام شديد فكانوا عرفوا شخصية سيدي علي بن يحي التي كانت تمتاز بالانفة وغزة نفس لا يقبل الذل والمهانة مهم كانت ابدا فما كان منهم الا ان حركوا هذا الشعور بان وافقوا العجوز التي دلتهم ان يأمروا صبيان المدينة ان يذروا القمح بالطريق الذي كان يمر به سيدي علي بن يحي وعند عبوره الطريق تأمرهم ان يتلقطوا تلك الحبوب وهم يرددون
يا شجرة البسباس يا لي نابت بلا ساس
خليــــت بـــــلادك وعمرت بلاد النـــاس
وكان سيدي علي بن يحي يسمعها كلما مر في طريقه الى عمله وذالك لايام عدة فعلم انه المقصود بهذه الكلمات المجرحة وايقن انه غير مرغوب فيه فما كان منه الا ان قرر الخروج من ارض الناس تارك زوجته وأحد فلذات اكباده الذي لم ولن يره وهو في احشاء امه تاركا له وصية في شكل رسالة امر زوجته بعد ان ودعها قائلا لها اذا انجبتي ابنتا البسيها خمارا منحه اياها وادا كان المولود دكرا فسلميه الرسالة بعد ان يبلغ اشده كما تقول الرواية الشفوية التي استقينا منها هذه الوقائع
لما وضعت السيدة زينب كما جاء دكر لاسمها في بعض الرويات ابنت سيدي سليمان وزوجة سيدي علي بن يحي الاولى والتي كانت هي الاخرى من اشراف السنوسيين الحسنيين الموجدين بفاس كان مولودها ذكرا فقررت سيدتنا تسميته باسم ابيه حبا واخلاصا ووفاءا لزوجها الذي تركها مرغما واستجابة انفته وكرامته لدرجة انه لم يصبر لاشهر حتى يرى ابنه الاول . كان سيدي علي بن علي بن يحي صاحب الطلعة البهية قد عرف اول اسمائه في فاس التي اتم فيها دراسته فكان ذاك الشبل من ذاك الاسد علما واخلاقا
تعرض هو الاخر كما تعرض ابوه من قبل فاصبح محل حسد من اقرانه وسمع من الكلام ما يِؤذيه فلقد اكتسب من ابيه هو كذالك عزة النفس فقرر ان يحدد مصيره بنفسه لما سمع من يلقبه ويناديه باسم يا ابن الهامل لو ابن التالف ذهب الى والدته راجيا منها ومصرا عليها ان تخبره عن مصير ابيه الذي سمع عنه من الناس ما اقض مضجعه تقول الروايات الغير مكتوبة
بمنطقة البيض ان امه خضعت لاصرار ابنها ولم تكن تريد ان تخبره حتى لا يتركها مثلما تركها ابوه التي كانت تحمل له خبا كبيرا فوضعت بين يديه كتابا يقال انه كان محفوظا تحت سقف البيت وتقول بعض الرواية ان الكتاب كانت ربطته امه منذ ولادته في عنق ابنها ولما ان فتح الكتاب وجد فيه كل التساؤلات التي كانت تدور برأسه فمحتوى هذا الكتاب يدور حول مكان توجه ابيه وحتى يقال ان فيه نسبه الشريف وبعض التعاويذ والذكر فاطمأن سيدي علي وقرر الخروج من فاس شأنه في ذالك شأن ابيه فاقتفى اثر ابيه الى ان اتى الى مكان تواجد ابيه
يتبع ....... ان شاء الله