منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - معني اسم الله تعالى الناصر و النصير
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-02-15, 16:00   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










#زهرة


ثمرات الايمان لهذا الاسم

عباد الله: فإن لاسم الله النصير آثار إيمانية وتربوية تتجلى في حياة الفرد فمن ذلك:

أن يبذل المؤمنون جهدهم في تحقيق النصر على الأعداء

فنصر الله وتمكينه ليست هبة للكسالى والقاعدين والمفرطين

ولكنها مكافأة لأهل البذل والتضحية, الآخذبن بأسباب النصر والتمكين

(وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ)[الحج: 40].

ومن ذلك: الثقة واليقين في نصر الله -تعالى- لعباده المؤمنين, وعدم الرهبة من قوة الكافرين,

إذا تم الأخذ بالأسباب

والتوكل على الله وحده في ذلك

فالمنصور من نصره الله -تعالى-

والمخذول من خذله

قال -سبحانه-: (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ)[آل عمران: 160].

لما أقبل خالد من العراق، يريد قتال الروم، قال له رجل من نصارى العرب: ما أكثر الروم، وما أقل المسلمين!

فقال خالد: “ويلك، أتخوفني بالروم؟! إنما تكثر الجند بالنصر، وتقل بالخذلان، لا بعدد الرجال!”. لله درك يا صاحب رسول الله

لله درك أبا سليمان! كم نحن بحاجةٍ ماسةٍ إلى هذا اليقين, وتشرب هذه المعاني الإيمانية العظيمة!.

ومن الآثار الإيمانية والتربوية: شعور العبد بحاجته لنصرة الله -تعالى- في جميع أحواله وشؤونه كلها وأنه لا يستغني عن نصرة ربه له طرفة عين.

مرّ أسد بن عبد الله – وهو على خراسان، ومر به وهو رجل في حبسه

فقال له الرجل -: “يا أسد بن عبدالله إن كنتَ تعطي لترحم؛ فارحم من تظلم، إن السموات تنفرج لدعوة المظلوم؛ فاحذر من ليس له ناصر إلا الله، ولا جنة له إلا الثقة بنزول التغير

ولا سلاح له إلا الابتهال إلى من لا يعجزه شيء، يا أسد! إن البغي يصرع أهلَه، والبغي مصرعه وخيم، فلا تغتر بإبطاء الغياث مِن ناصرٍ متى شاء أن يغيث أغاث، وقد أملى لقومٍ كي يزدادوا إثماً”

ومنها: البعد عن الظلم والعدوان، فالله ينتصر لعباده المظلومين ممن ظلمهم وآذاهم

قال -صلى الله عليه وسلم-: “اتقوا دعوة المظلوم، فإنها تُحمل على الغمام؛ يقول الله: وعزتي وجلالي لأنصرك ولو بعد حين“(صحيح الجامع).

لما وضع الأمير نوح بن أسد الخراج على أهل سمرقند، بعث بريدًا إلى أميرها، فأحضر الأئمة والمشايخ وأعيان البلد، وقرأ عليهم الكتاب

فقال الفقيه أبو منصور الماتريدي للبريد: “قد أدَّيتَ رسالة الأمير

فاردُد إليه الجواب، وقل له: زِدْنا ظلمًا حتى نزيد في دعاء الليل“, ثم تفرقوا، فلم تذهب إلا أيام حتى وجدوه قتيلًا وفي بطنه زجُّ رمح مكتوب عليه:

بغَى والبغي سهامٌ تنتظر *
أنفذ في الأحشاء من وخز الإبرْ

سهام أيدي القانتاتِ في السَّحر
يرمين عن قوسٍ لها الليل وَتَرْ

فاتقوا الله واسألوه النصر والتمكين لدينكم وأمتكم,

وخذوا بأسباب النصر

, وثقوا بوعد الله -تعالى- لكم.

هذا وصل الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الطبين الطاهرين.

الشيخ محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس