منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - كلام ابن تيمية عن الملائكة والجن
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-01-13, 18:22   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أبو همام الجزائري
عضو محترف
 
الصورة الرمزية أبو همام الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
{ثم إن علينا بيانه} . فإن مثل هذا اللفظ إذا ذكره الله تعالى في كتابه دل على أن المراد أنه سبحانه يفعل ذلك بجنوده وأعوانه من الملائكة؛ فإن صيغة نحن يقولها المتبوع المطاع العظيم الذي له جنود يتبعون أمره وليس لأحد جند يطيعونه كطاعة الملائكة ربهم وهو خالقهم وربهم فهو سبحانه العالم بما توسوس به نفسه وملائكته تعلم؛ فكان لفظ نحن هنا هو المناسب. وكذلك قوله: {ونعلم ما توسوس به نفسه} فإنه سبحانه يعلم ذلك وملائكته يعلمون ذلك كما ثبت في " الصحيحين " عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {إذا هم العبد بحسنة كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له عشرحسنات. وإذا هم بسيئة لم تكتب عليه فإن عملها كتبت عليه سيئة واحدة وإن تركها لله كتبت حسنة} . فالملك يعلم ما يهم به العبد من حسنة وسيئة وليس ذلك من علمهم بالغيب الذي اختص الله به وقد روي عن ابن عيينة أنهم يشمون رائحة طيبة فيعلمون أنه هم بحسنة ويشمون رائحة خبيثة فيعلمون أنه هم بسيئة وهم وإن شموا رائحة طيبة ورائحة خبيثة فعلمهم لا يفتقر إلى ذلك بل ما في قلب ابن آدم يعلمونه بل ويبصرونه ويسمعون وسوسة نفسه؛ بل الشيطان يلتقم قلبه فإذا ذكر الله خنس وإذا غفل قلبه عن ذكره وسوس؛ ويعلم هل ذكر الله أم غفل عن ذكره ويعلم ما تهواه نفسه من شهوات الغي فيزينها له. وقد ثبت في " الصحيح " عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ذكر صفية رضي الله عنها {أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم} . وقرب الملائكة والشيطان من قلب ابن آدم مما تواترت به الآثار سواء كان العبد مؤمنا أو كافرا.

مجموع الفتاوى" (5/508)









رد مع اقتباس