منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - تاريخ الصراع العقدي مع الرافضة في بلاد المغرب الإسلامي
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-12-15, 10:14   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
01 algeroi
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

أنواع أخرى من المقاومة :

وإلى جانب هذه الأنواع من المقاومة – التي ذكرتها – كانت هناك أنواع أخرى والتي فعلت فعلها هي أيضا في نفوس الشيعة وجعلتهم يتيقنون بأن أهل المغرب يرفضونهم ولا يحتملون وجودهم بينهم نذكر منها :

1 – إبداء السرور والفرح أيام حزن الشيعة :

من مظاهر ذلك الإحتفال بيوم عاشوراء وإبداء الفرح والسرور فيه ومن المعلوم لدى الجميع أن يوم عاشوراء هو اليوم الذي فجعت فيه الأمة الإسلامية بالحسين بن علي رضي الله عنه أحد سبطي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيد شباب أهل الجنة وهذا اليوم عند الشيعة على اختلالف طوائفهم يوم حزن وحداد حيث أحدثوا فيه من اللطم والصراخ والبكاء والعطش وإنشاء المراثي وما يفضي إليه ذلك من سب السلف ولعنهم حتى يسب السابقون الأولون وتقرأ أخبار مصرع الحسين رضي الله عنه التي كثير منها كذب) .
أما عند أهل السنة فهو يوم صام النبي عليه الصلاة والسلام وندب المسلمين لصيامه فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : (كيف تصوم) ؟ وفيه قوله عليه الصلاة والسلام : (صيام يوم عرفة أحتسب على الله أنه يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أنه يكفر السنة التي قبله ) .
ولكنهم زادوا على ذلك فزعموا أنه ورد في التوسعة على العيال فيه أحاديث مثل حديث إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه أنه قال : ( بلغنا أنه من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته ) رواه عنه ابن عيينة .
هذا الحديث سئل عنه الإمام أحمد فقيل له : هل سمعت في الحديث أنه من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر السنة قال : نعم شيء رواه سفيان عن جعفر الأحمر عن إبراهيم بن محمد المنتشر قال سفيان – وكان أفضل من رأينا – أنه بلغه أنه من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته .
هذا الحديث طعن فيه كثير من العلماء مثل الإمام ابن تيمية الذي قال فيه : (حديث موضوع مكذوب) وقال : (وقد روي في التوسيع على العيال فيه آثار معروفة أعلى ما فيها حديث إبراهيم بن المنتشر عن أبيه قال وهذا بلاغ منقطع لا يعرف قائله والأشبه أن هذا وضع لما ظهرت العصبية بين الناصبة والرافضة فإن هؤلاء : (أي الرافضة) اتخذوا يوم عاشوراء مأتما فوضع أولئك فيه آثارا تقتضي التوسعة فيه واتخاذه عيدا وكلاهما باطل) .
ويقول في موضع آخر : (وإظهار الفرح والسرور يوم عاشوراء وتوسيع النفقات فيه هو من البدع المقابلة للرافضة وقد وضعت في ذلك أحاديث مكذوبة في فضائل ما يصنع فيه من الإغتسال والإكتحال وغير ذلك وصححها بعض الناس كابن ناصر وغيره وليس فيها ما يصح لكن رويت لأناس اعتقدوا صحتها فعملوا بها ولم يعلموا أنها كذب فهذا مثل هذا ) .
ويقول الإمام السيوطي : (وأحدث بعض الناس في هذا اليوم أشياء مبتدعة من الإغتسال والإختضاب والكحل والمصافحة وهذه أمور منكرة مستندها حديث مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما السنة صوم هذا اليوم لا غير وقد روي في الفضل في التوسعة على العيال حديث ضعيف قد يكون سبب الغلو في تعظيمه من بعض النواصب لمقابلة الرافضة ) .
ولعل علماء المغرب كانوا من الصنف الذي يعتقد صحة هذه الأحاديث فجعلوا يتحينون قدوم هذا اليوم لإبداء الفرح والسرور فيه نكاية في الشيعة وتنغيصا لهم من هنا نجد بعض العلماء يؤكد على ضرورة الإحتفاء بهذا اليوم فهذا الإمام عبد الملك بن حبيب (ت 238 ه) كبير فقهاء قرطبة في أيام عبد الرحمن الأوسط تروي عنه أبيات يخاطب فيها الأمير الأموي يحثه فيها على ذلك مستندا على مثل هذه الأحاديث التي ذكرتها فيقول :

لا تنس – لا ينسك الرحمن – عاشورا .... واذكره لا زلت في التاريخ مذكورا
قال النبي صـــــــــــــــــلاة الله تشمله ..... قولا وجدنا عليه الحـــــــق والنورا
فيمن يوسع الإنفاق موســـــــمه ....... ألا يزال بذاك العام ميســــــــــــورا


2 – حضور المجالس العامة التي تغيظ الشيعة :

ومن مظاهر المقاومة السنية للتشيع – أيضا - : حضور المجالس التي كان يمنعها الشيعة خشية من تأليب الناس عليهم فكان كثير من العلماء المغاربة يحضرونها بقصد إثارة الشيعة وإغاضتهم من ذلك حضور مسجد السبت الذي كان يحضره المتصوفة يقيمون فيه حلقات للقرآن والذكر وإنشاد الرقائق وكان هذا الإجتماع يخيف العبيديين ويؤرقهم ويقض مضاجعهم فلذلك كان يحضره هؤلاء العلماء نكاية في الشيعة ومن هؤلاء العلماء : أبو بكر محمد اللباد الفقيه فقد كان يحضر إلى المسجد ويخوض في الطين والمطر التي كان بينه وبين المسجد فلما سألوه كيف تفعل ذلك وأنت تعلم أن هذا الإجتماع من البدع المنكرة وقد أنكرها كثير من العلماء أجاب بقوله : (قال الله تعالى : (وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (120)) [ التوبة : 120] وحضور هذا المسجد يغيض بني عبيد ولو وجدت شيئا أغيض لهم منه لفعلته ) .










رد مع اقتباس