هل يجوز قول كلمة " oh my god " ؟
السؤال:
هل يجوز قول كلمة " oh my god " أم انها تدخل في إلحاد بأسماء الله الحسنى ؛ لأن كلمة " god " لم تذكر في كتاب والسنة ؟
الجواب :
الحمد لله
لا حرج على من أطلق اسم (god) على الله جل جلاله ، إذا كان ذلك من لغته ، أو لم يكن من لغته لكنه احتاج إلى ذلك .
غير أن الذي ينبغي على المسلم استعماله في عباداته ، ودعائه ، وسائر أحواله ، في حق الله جل جلاله أن ينطق باسمه (الله) بلغته ، كما هو ؛ فقد صار ذلك علما على المسلمين ، ومميزا لهم ، وابتعد بهم ذلك عن أن يلتبس مرادهم بمراد غيرهم من لفظ ( GOD) ، حيث يريدون به الله تارة ، ويريدون به غير الله تارات أخرى .
من تلك الأحكام : الحلف ، فإنه ينعقد بكل اسم من أسمائه أو صفاته تعالى ولو كان بغير اللغة العربية ، فمن نطلق تلك الكلمات قاصداً الربَّ عز وجل فإن يمينه ينعقد بها ، وتلزمه الكفارة إذا حنث فيه .
قال ابن حزم – رحمه الله - :
" لا يمين إلا بالله عز وجل ، إما باسم من أسمائه تعالى أو بما يُخبَر به عن الله تعالى ولا يراد به غيره ، مثل : مقلب القلوب ، ووارث الأرض وما عليها ، الذي نفسي بيده ، رب العالمين ، وما كان من هذا النحو ، ويكون ذلك بجميع اللغات ، أو بعلم الله تعالى أو قدرته أو عزته أو قوته أو جلاله ، وكل ما جاء به النص من مثل هذا ; فهذا هو الذي إن حلف به المرء كان حالفاً ، فإن حنث فيه كانت فيه الكفارة . "
انتهى من " المحلى " ( 8 / 30 ) .
وقال ابن الهمام الحنفي – رحمه الله -
: " ( قوله : ولو قال بالفارسية " سوكندمي خورم بخداي " يكون يميناً ) ; لأنه للحال ; لأن معناه : أحلف الآن بالله "
انتهى من " فتح القدير " ( 5 / 76 ) .
وبكل حال فمن قصد بتلك الألفاظ رب العالمين فإنه يترتب عليه أحكامه الشرعية ، وكل من يتلفظ بلغته لفظاً يقصد به الرب الواحد الأحد فإن لفظه ينعقد على إرادته عز وجل .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : " كذلك الرب سبحانه يوصف بالعربية " الله الرحمن الرحيم " ، وبالفارسية " خداي بزرك " ، وبالتركية " سركوي " ، ونحو ذلك ، وهو سبحانه واحد ، والتسمية الدالة عليه تكثر "
انتهى من " الفتاوى الكبرى " ( 6 / 568 ) .
غير أن الذي ينبغي على المسلم استعماله في عباداته ، ودعائه ، وسائر أحواله ، في حق الله جل جلاله أن ينطق باسمه (الله) بلغته ، كما هو ؛ فقد صار ذلك علما على المسلمين ، ومميزا لهم ، وابتعد بهم ذلك عن أن يلتبس مرادهم بمراد غيرهم من لفظ ( GOD) ، حيث يريدون به الله تارة ، ويريدون به غير الله تارات أخرى .
وكل ما ذكرناه إنما هو في حق من لا يُحسن العربية ، وأما من يُحسنها فيجوز له استعمال الترجمة في تفهيم الدين والشروح ، وأما عند الدعاء والحلف فعليه تجنب فعل ذلك بغير الأسماء والصفات بلغة العرب ، وبه ثبتت في الكتاب والسنَّة .
والله أعلم .