منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - المناهي اللفظية .. الاداب الاسلاميه
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-05-25, 23:10   رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



حكم عبارة تفضل رسول الله صلى الله عليه وسلم
بدلا من قال رسول الله صلى الله عليه وسلم


السؤال:


في البلاد الفارسية يترجمون "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " بقولهم "تفضل الرسول صلى الله عليه وسلم " احتراما زائدا ؛ فهل هذا جائز أم مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ؟ علما بأن كلمة قال بالفارسية "گفت" وتفضل " فرمود " ، وهي موجودة في كتب الحديث المترجمة .


الجواب :


الحمد لله


لفظة " تفضل " لها معنيان :

المعنى الأول :

معنى عرفي : حيث جرت عادة الناس على استعمالها بقصد الأدب وإظهار الاحترام .

مثل قولنا : تفضل علينا المحاضر أو الشيخ ببيان كذا وكذا ...

المعنى الثاني :

معنى لغوي : ومعناه فعل الإنسان لشيء على سبيل الإحسان مع عدم وجوبه عليه .

جاء في " لسان العرب " (11 / 525) :

" وأَفْضَلَ الرجل على فلان وتَفَضَّلَ بمعنى إذا أناله من فضله وأحسن إليه ، والإفضال: الإحسان " انتهى .
ويقولون في معنى التّبرع : " وتَبَرَّعَ بالعَطاءِ : تَفَضَّلَ بما لا يجب عليه "
.
انتهى من " القاموس المحيط " ( ص 703 ) .

ولا يظهر أن من يستعمل هذا التعبير ، يدور في ذهنه المعنى الثاني أصلا ، وإنما مراده بذلك : المعنى الأول ، كما قال السائل : إنهم يفعلون ذلك من باب الاحترام الزائد .

وهذا المقصد ، وإن كان مقصدا حسنا في نفسه ؛ إلا أنه مخالف لطريقة الصحابة والتابعين والأئمة ، وهم أكثر الناس محبةً للرسول صلى الله عليه وسلم ، وتعظيما له ، وتأدبا معه ، ومع ذلك كانوا يقولون : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلا يظن أحد أنه أعظم تأدبا مع الرسول صلى الله عليه وسلم من الصحابة وأئمة الدين .

قال الإمام ابن كثير رحمه الله ـ

في تفسيره لقوله تعالى : (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ) الأحقاف/11 ـ

"وأما أهل السنة والجماعة فيقولون في كل فعل وقول لم يثبت عن الصحابة: هو بدعة؛ لأنه لو كان خيرا لسبقونا إليه، لأنهم لم يتركوا خصلة من خصال الخير إلا وقد بادروا إليها" .

انتهى من " تفسير ابن كثير" (7/278).

فالخير كل الخير في اتباع السلف ، فهم أكمل الناس دينا وأحسنهم أدبا .

نسأل الله تعالى أن يوفقنا للسير على منهاجهم .

والله أعلم .









رد مع اقتباس