منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مساوئ الأخلاق ومذمومها
عرض مشاركة واحدة
قديم 2022-01-08, 14:05   رقم المشاركة : 107
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

صور الظلم

لا شكَّ أنَّ الظلم له صور كثيرة

وسنقتصر على ذكر بعضها حتى نكون منها على حذر

وهذه الصور منها:


أولًا: ظلم العبد نفسه

1- أعظمه الشرك بالله:

قال تعالى: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان:13]

https://www.dorar.net/tafseer/31/4

https://www.dorar.net/hadith/sharh/2088

قال ابن تيمية:

(ومما ينبغي أن يُعلم أنَّ كثيرًا من الناس لا يعلمون

كون الشرك من الظلم، وأنَّه لا ظلم إلا ظلم الحكام

أو ظلم العبد نفسه، وإن علموا ذلك من جهة الاتباع

والتقليد للكتاب، والسنة، والإجماع، لم يفهموا وجه ذلك

ولذلك لم يسبق ذلك إلى فهم جماعة من الصحابة

لما سمعوا قوله: الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ [الأنعام:82]


https://www.dorar.net/tafseer/6/21

كما ثبت ذلك في الصحيحين من حديث ابن مسعود

أنهم قالوا: أيُّنا لم يظلم نفسه؟! فقال رسول الله:

((ألم تسمعوا إلى قول العبد الصالح:

إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان:13]


https://www.dorar.net/tafseer/31/4

https://www.dorar.net/hadith/sharh/2088

وذلك أنهم ظنُّوا أنَّ الظلم- كما حدَّه طائفة

من المتكلمين- هو إضرار غير مستحقٍّ

ولا يرون الظلم إلا ما فيه إضرار بالمظلوم

إن كان المراد أنهم لن يضروا دين الله وعباده المؤمنين

فإنَّ ضرر دين الله وضرر المؤمنين بالشرك

والمعاصي أبلغ وأبلغ)


((جامع المسائل)) (6/235).

2- التعدِّي على حدود الله:

تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ

فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [البقرة:229].


قال ابن جرير:

(تلك معالم فصوله، بين ما أحل لكم، وما حرم عليكم

أيها الناس، قلا تعتدوا ما أحل لكم من الأمور التي بينها

وفصلها لكم من الحلال، إلى ما حرم عليكم

فتجاوزوا طاعته إلى معصيته، وإنما عنى تعالى

ذكره بقوله: تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا

هذه الأشياء التي بينت لكم في هذه الآيات التي مضت:

من نكاح المشركات الوثنيات

وإنكاح المشركين المسلمات، وإتيان النساء

في المحيض، وما قد بين في الآيات الماضية قبل قوله:

تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ، مما أحل لعباده

وحرم عليهم، وما أمر ونهى)


((جامع البيان)) للطبري (4/583).

3- الصدُّ عن مساجد الله أن يُذكر فيها اسمه:

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا

اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا

إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ

وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ [البقرة: 114].


قال ابن جرير:

(وأي امرئ أشد تعديًا وجراءة على الله وخلافًا لأمره

من امرئ منع مساجد الله أن يعبد الله فيها)


((جامع البيان)) للطبري (2/519).

4- كتم الشهادة:

قال تعالى: أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ

وَإِسْحَـقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى

قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ

مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [البقرة: 140].


قال السعدي:

(فهي شهادة عندهم، مودعة من الله، لا من الخلق

فيقتضي الاهتمام بإقامتها، فكتموها، وأظهروا ضدها

جمعوا بين كتم الحق، وعدم النطق به، وإظهار الباطل

والدعوة إليه، أليس هذا أعظم الظلم؟

بلى والله، وسيعاقبهم عليه أشد العقوبة)


((تيسير الكريم الرحمن)) (69).

5- الإعراض عن آيات الله بتعطيل أحكامها:

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا

وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ

وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى

فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا [الكهف: 57].


قال ابن كثير:

(يقول تعالى: وأي عباد الله أظلم ممن ذكر بآيات الله

فأعرض عنها، أي: تناساها وأعرض عنها

ولم يصغ لها، ولا ألقى إليها بالًا)


((تفسير القرآن العظيم)) (5/172).

6- الكذب على الله:

قال تعالى: فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا

لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [الأنعام: 144].


قال ابن جرير في تفسير هذه الآية:

(يقول: فمن أشد ظلمًا لنفسه، وأبعد عن الحق

ممن تخرص على الله قيل الكذب

وأضاف إليه تحريم ما لم يحرم، وتحليل ما لم يحلل)


((جامع البيان)) (12/189).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُق الظلم










رد مع اقتباس