منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - سؤال حول البكاء عند قراءة القران ؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-07-08, 15:29   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خير ما يفزع إليه المسلم إذا أصابته

ضائقة أو ابتلاء : الصلاة


وقد (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ صَلَّى)

رواه أبو داود (1319) حسنه الألباني في "سنن أبي داود" .

والبكاء في الصلاة

إذا كان من خشية الله تعالى فمستحب مشروع

وهو من صفات الخاشعين القانتين .


روى أبو داود (904) والنسائي (1214) – واللفظ له -

عن عبد الله بن الشّخّير رضي الله عنه قَالَ :

أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي

وَلِجَوْفِهِ أَزِيزٌ كَأَزِيزِ الْمِرْجَلِ [القِدْر]


- يَعْنِي يَبْكِي . صححه الألباني في "صحيح النسائي" .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" البكاء عند قراءة القرآن ، وعند السجود

وعند الدعاء من صفات الصالحين

والإنسان يحمد عليه " انتهى .


"مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين" (13 / 238) .

وأما البكاء في الصلاة لمصاب دنيوي :

فإن كان مغلوباً عليه ، ولا يمكن دفعه فلا حرج عليه

ولا تبطل صلاته بذلك

أما إن كان يقدر على دفعه فلم يدفعه واسترسل معه

وكان بكاؤه بصوت فهو مبطل للصلاة

عند الأئمة الأربعة رحمهم الله

واشترط بعضهم كالشافعي وأحمد لبطلان

الصلاة أن يظهر منه حرفان .


وانظر : "الموسوعة الفقهية" (8/170) .

قال ابن قدامة رحمه الله :

"َأَمَّا الْبُكَاءُ وَالتَّأَوُّهُ وَالْأَنِينُ الَّذِي يَنْتَظِمُ مِنْهُ حَرْفَانِ

فَمَا كَانَ مَغْلُوبًا عَلَيْهِ لَمْ يُؤَثِّرْ

وَمَا كَانَ مِنْ غَيْرِ غَلَبَةٍ فَإِنْ كَانَ لِغَيْرِ

خَوْفِ اللَّهِ أَفْسَدَ الصَّلَاةَ" انتهى .


"المغني" (1/394-395) .

وقال شيخ الإسلام رحمه الله :

"مَا يُغْلَبُ عَلَيْهِ الْمُصَلِّي مِنْ عُطَاسٍ وَبُكَاءٍ وَتَثَاؤُبٍ

فَالصَّحِيحُ عِنْدَ الْجُمْهُورِ أَنَّهُ لَا يُبْطِلُ

وَهُوَ مَنْصُوصُ أَحْمَد وَغَيْرِهِ" انتهى .


"مجموع الفتاوى" (22 / 623) .

اختي الفاضلة

وعلى من ابتلي بشيء من مصائب الدنيا

أن يتقي الله ويصبر ويحتسب

ولا يسترسل في التفكير بمصابه

لأن ذلك إنما يزيده حزنا على حزنه

ويتأكد عليه ذلك في الصلاة

حتى لا يعرضها للبطلان

وعليه الانشغال بصلاته إذا دخل فيها

والأخذ بأسباب الخشوع ، من الاطمئنان فيها

في قيامها وركوعها وسجودها ، وتذكر الآخرة

وتدبر ما يتلوه من القرآن والذكر

واستحضار عظمة الله في نفسه

واليقين بأن ما أصابه لم يكن ليخطئه

وما أخطأه لم يكن ليصيبه

مع الإكثار من الدعاء أن يعينه الله على مصابه

ويرزقه الصبر عليه والاحتساب .

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

"البكاء في الصلاة إذا كان من خشية الله عز وجل

والخوف منه وتذكر الإنسان أمور الآخرة

وما يمر به في القرآن الكريم من آيات الوعد والوعيد

فإنه لا يبطل الصلاة .

وأما إذا كان البكاء لتذكر مصيبة نزلت به

أو ما أشبه ذلك فإنه يبطل الصلاة

لأنه حدث لأمر خارج عن الصلاة

وعليه أن يحاول علاج نفسه من هذا البكاء

حتى لا يتعرض لبطلان صلاته

ويشرع له أن لا يكون في صلاته مهتماً بغير

ما يتعلق بها فلا يفكر في الأمور الأخرى

لأن التفكير في غير ما يتعلق بالصلاة

في حال الصلاة ينقصها كثيرا" انتهى .


"فتاوى نور على الدرب" (141 / 9) .










رد مع اقتباس