منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-09-27, 04:13   رقم المشاركة : 52
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B11

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته



روى ابن ماجة (215) وأحمد (11870)

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنْ النَّاسِ ) قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ هُمْ ؟

قَالَ :( هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ ، أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ )


وصححه الألباني في "صحيح ابن ماجة"

قال المناوي رحمه الله :

" أي حفظة القرآن العاملون به هم أولياء الله

المختصون به اختصاص أهل الإنسان به

سموا بذلك تعظيما لهم كما يقال : "بيت الله"


قال الحكيم الترمذي :

وإنما يكون هذا في قارئ انتفى عنه

جور قلبه وذهبت جناية نفسه

وليس من أهله إلا من تطهر من الذنوب ظاهرا وباطنا

وتزين بالطاعة ، فعندها يكون من أهل الله "


انتهى باختصار .فيض القدير" (3 / 87)

ولا يكفي مجرد التلاوة ليكون من أهل القرآن

حتى يعمل بأحكامه

ويقف عند حدوده ، ويتخلق بأخلاقه .

وللحافظ محمد بن الحسين الآجري رحمه الله

في ذلك كلام طيب جدير بالعناية


نذكر منه طرفا ، قال رحمه الله :

" ينبغي لمن علمه الله القرآن وفضله على غيره

ممن لم يحمله ، وأحب أن يكون من أهل القرآن

وأهل الله وخاصته أن يجعل القرآن ربيعا لقلبه

يعمر به ما خرب من قلبه

يتأدب بآداب القرآن

ويتخلق بأخلاق شريفة تبين به عن سائر الناس

ممن لا يقرأ القرآن :

فأول ما ينبغي له أن يستعمل تقوى الله في السر والعلانية

باستعمال الورع في مطعمه ومشربه وملبسه ومسكنه

بصيرا بزمانه أهله ، فهو يحذرهم على دينه

مقبلا على شأنه ، مهموما بإصلاح ما فسد من أمره

حافظا للسانه ، مميزا لكلامه

إن تكلم تكلم بعلم إذا رأى الكلام صوابا

وإن سكت سكت بعلم إذا كان السكوت صوابا

قليل الخوض فيما لا يعنيه

يخاف من لسانه أشد مما يخاف عدوه

قليل الضحك مما يضحك منه الناس لسوء عاقبة الضحك

باسط الوجه ، طيب الكلام ، لا يغتاب أحدا

ولا يحقر أحدا ، ولا يسب أحدا ، ولا يشمت بمصيبة

ولا يبغي على أحد ، ولا يحسده

وقد جعل القرآن والسنة والفقه دليله إلى كل خلق حسن جميل

حافظا لجميع جوارحه عما نهي عنه

إذا قيل له الحق قبله من صغير أو كبير

يطلب الرفعة من الله ، لا من المخلوقين ، ماقتا للكبر

خائفا على نفسه منه

لا يتآكل بالقرآن ولا يحب أن يقضي به الحوائج

ولا يسعى به إلى أبناء الملوك

ولا يجالس به الأغنياء ليكرموه ، يقنع بالقليل فيكفيه

ويحذر على نفسه من الدنيا ما يطغيه

يتبع واجبات القرآن والسنة

يأكل الطعام بعلم ، ويشرب بعلم ، ويلبس بعلم ، وينام بعلم

ويجامع أهله بعلم ، ويصطحب الإخوان بعلم ، ويزورهم بعلم

يلزم نفسه بر والديه ، وإن استعانا به على طاعة أعانهما

وإن استعانا به على معصية لم يعنهما عليها

ورفق بهما في معصيته إياهما بحسن الأدب

ليرجعا عن قبيح ما أرادا مما لا يحسن بهما فعله

يصل الرحم ، ويكره القطيعة ، من قطعه لم يقطعه

ومن عصى الله فيه أطاع الله فيه

رفيق في أموره ، صبور على تعليم الخير

يأنس به المتعلم ، ويفرح به المجالس

مجالسته تفيد خيرا

قد جعل العلم والفقه دليله إلى كل خير

إذا درس القرآن فبحضور فهم وعقل

همته إيقاع الفهم لما ألزمه الله : من اتباع ما أمر

والانتهاء عما نهى ، ليس همته متى أختم السورة ؟

همته متى أستغني بالله عن غيره ؟

متى أكون من المتقين ؟

متى أكون من المحسنين ؟

متى أكون من المتوكلين ؟

متى أكون من الخاشعين ؟

متى أكون من الصابرين ؟

متى أعقل عن الله الخطاب ؟

متى أفقه ما أتلو ؟

متى أغلب نفسي على ما تهوى ؟

متى أجاهد في الله حق الجهاد ؟

متى أكون بزجر القرآن متعظا ؟

متى أكون بذكره عن ذكر غيره مشتغلا ؟ .

فمن كانت هذه صفته ، أو ما قارب هذه الصفة

فقد تلاه حق تلاوته ، ورعاه حق رعايته

وكان له القرآن شاهدا وشفيعا وأنيسا وحرزا

ومن كان هذا وصفه

نفع نفسه ونفع أهله ، وعاد على والديه

وعلى ولده كل خير في الدنيا وفي الآخرة "


انتهى باختصار ."أخلاق حملة القرآن" (ص 27) .

و لنا عودة ان قدر لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع