وأنشده حسان بن ثابت قوله:
لنَا الجَفَنَات الغُرِّ يلمعن بالضُحَى وأسْيَافُنَا يقطرن من نجدةِ دمَا
أما الخنساء فقد أنشدته قصيدتها في رثاء أخيها صخر:
قذىً بعينك أم بالعين عُوارُ أَم أقْفَرتْ مُذْ خَلَتْ مِنْ أهْلِهَا الدَّارُ
وإن صَخْرًا لَتَأْتَمُّ الهُدَاةُ بِه كأنَّـهُ عَلَــمٌ في رَأْسِهِ َنــارُ
فقال النابغة:"لولا أن أبا بصير-يعني الأعشى– أنشدني، لقلت:إنك أشعر الجن والإنس."(12)
من هذا الخبر ندرك منزلة النابغة عند معاصريه، وما احتكامهم إليه دون غيره إلا اعتراف علني بشاعر يته، وقدرته على تمييز الجيد من الرديء في الشعر، ودليل كذلك على ما كان يتمتع به من علم بصناعة الشعر ومن ملكة خاصة في النقد.
2-ما نجده في يثرب: ونأخذ فيه كنموذج ما عيب على النابغة من ارتكابه للإقواء ولم يستطع أحد أن يصارحه به حتى دخل يثرب مرة فأسمعوه إياه غناء في قوله: