منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ملاحظات على مذكرات الأمير عبد القادر المختلقة -2-
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-03-08, 02:59   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
الأميرة بديعة الحسني
كبار الشخصيات
 
إحصائية العضو










B10 تتمة:

غسل اليد بالماء والصابون:
وفي الصفحة 191 جعلوه يقول: (( إني كنت أجاهد على ديني وعلى بلادي، ولما رضي أهل الوطن بموافقة النصارى انحزنا لسلطان المغرب مرادنا بذلك أننا جميعاً مسلمون، للواحد منا ما للجميع، وعليه ما عليه، وحيث حصروا الإسلام عندي، فالواجب عليّ من الله أديته. وعند عجزي لا عتاب عليّ. فالآن أردت ان أستريح من تعب الركوب والمشاق. ولا تحصل لي تلك الراحة إلا بالمشي إلى مكة أو المدينة، أحجّ وأجاور وأخرج من عهدة هذا الأمر كله. ولم يبق في قلبي من الملك شيء، بل غسلته بالماء والصابون)).
يُلاحظ في هذا النص الركاكة والأسلوب الأعجمي بالكتابة بالعربية، كجملة (حصروا الإسلام عندي)، وجملة (ولمّا رضي أهل الوطن بموافقة النصارى أنجزنا سلطان المغرب مرادنا). وما علاقة سلطان المغرب بالإنجاز إن كان هناك إنجاز؟ وما هو؟ جملة غير مفهومة أرادوا بها اعتراف الأمير بعجزه، وهذا غير صحيح لأن الأمير انتصر على قوات السلطان في تلك المعركة وغيرها، ولكنه رفض للاستمرار في تلك المهزلة وقتل الأخ لأخيه، فأوقف سفك دماء الطرفين المسلمين. هذه هي الحقيقة وليس العجز. وصوروه وكأنه ملك يجلس على عرشه، وليس مقاتلاً يجاهد في سبيل الله، يحمل سلاحه في هذه اليد دفاعاً عن شعبه ودينه وتراب بلاده. ومن يكون كذلك لا يمكنه غسل يديه إلا للوضوء أو غسلهم من أوساخ علقت بهم، فيتوجب عليه تطهيرهما، ليس بالماء وحده فقط وإنما بالصابون أيضاً لضمان النظافة. وربما يقول هذا الكلام إنسان قد يئس من جدوى شيء ما وجده لا فائدة منه، أو وجد فيه ضرر فندم وعمد إلى تطهير يده منه، ولكن أن يقولها مجاهد وقائد مقاومة أنه غسل يديه من الجهاد وركوب الخيل، ولم يبق في قلبه شيء من الإيمان بما كان يفعل كمن فقد عقله وكفر وهو يعرف الآية الكريمة في سورة يوسف ﴿إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ[1]، وفي سورة الإسراء ﴿وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا[2]، فهذا قول لا يُصدّق لأنه لم يكن، هذا المجاهد، ملك يجلس على العرش وحوله الخدم والجواري والحرس الملكي، وإنما كان قائداً يجلس على متن جواده وحوله فرسانه المجاهدين يتقدم صفوفهم في ميادين القتال في سبيل الله لإعلاء كلمة (الله أكبر). والواضح أن الذي يريد من الأمير غسل يديه من المقاومة بالماء والصابون والذهاب إلى الحج والمجاورة هناك طيلة حياته هو العدو المحتل لبلاده، فهو الذي يتمنى من الأمير أن يصل إلى هذه الدرجة من اليأس فيقول هذا الكلام، وبالتأكيد الفرنسي أو عميله هو من كتب وفبرك هذا المخطوط وذكر فيه كل ما يتمناه عن لسان الأمير ويذكر كلمة الحج والمجاورة ويتجاهل كلمة (الهجرة)، لماذا؟ الجواب: لأن المهاجر لا يمنعه شيء من العودة إلى بلده. والهجرة وليس معناها ترك الجهاد والمقاومة، فالرسول صلى الله عليه وسلم عندما هاجر من مكة إلى المدينة لم يترك رسالة الإسلام، وإنما عاد إلى مكة قوياً منتصراً بإذن الله. وهم يدركون أن الأمير قرر الهجرة لكي يتخلص من ذلك الحصار ويتفادى الاستمرار بقتال الأخوة في الدين والجوار، فالعدو المحتل ليس غبياً، لذلك نسبوا إليه في هذا المخطوط كل هذه الأقوال لإذلاله والانتقام منه وذكروا الحج وهم يدركون أنه قام بأداء فرض الحج سابقاً. والرسول صلى الله عليه وسلم لم يحج في حياته سوى مرة واحدة، وهم يعلمون الكثير عن ثواب الهجرة ولكنهم أادوا حرمانه من ثوابها، ولكن الأمير يعلم ويردد آيات الهجرة في صلاته منها ما ذكره تعالى في سورة التوبة: ﴿الَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ[3]، ويعرف الأمير أن الله سبحانه وتعالى قال في سورة النحل ﴿وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلأَجْرُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ[4]، ويعرف قول الله تعالى في سورة النساء، ﴿وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً[5] أي سعة في الرزق، ويعرف أيضاً أن الله تعالى قال في سورة الحج ﴿وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ[6]، وفي سورة العنكبوت ﴿وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ[7]. فهذا الرجل المجاهد الأمير عبد القادر حفظ القرآن عن ظهر قلب وهو في الحادية عشر من العمر، ويعرف قيمة الجهاد ومعنى الهجرة وشروطها التي وجدها تنطبق عليه، وأنها وُجبت عليه في تلك الليلة الظلماء، فجعلوه يقول في هذا المخطوط أنه تعب من المشاق، وركوب الخيل، ويريد أن يستريح، ويرغب المشي إلى مكة، أو المدينة، يحجّ ويجاور ويخرج من هذا كله، أي من الجهاد في سبيل الله، وأيضاً لم يبق في قلبه شيء من الملك، لقد غسله بالماء والصابون، أي طهّره من الجهاد وأعوذ بالله العظيم. وهل توجد مكيدة أكبر من هذه إلا ما سجّلوه في الكتب المدرسية من أنه اضطر إلى الاستسلام فأخذوه إلى فرنسا). والأكثر استغراباً واستهجاناً كيف وافقت وزارة الثقافة الجزائرية على نص يقرأه الطالب ويقدّم فيه الفحوص وهو (اضطر إلى الاستسلام فسجنوه في فرنسا). لماذا يدرس الطفل الجزائري والعربي هذه الأكاذيب؟ أليس الجواب هو ترسيخ الاعتقاد بأن فرنسا دولة عظيمة حضارية لم تقتل الأمير حينما استسلم إليها، وإنما أخذته إلى فرنسا وأكرمته بالسجن لمدة خمس سنوات فقط ثم نفته إلى دمشق ليشعر الطفل بالغضب أو الشعور بعدم الاحترام للأمير والمحبة والاعجاب بفرنسا!!


[1]- سورة يوسف، آية 87

[2]- سورة الإسراء، آية 83

[3]- سورة التوبة، آية 20

[4]- سورة النحل، آية 41

[5]- سورة النساء، آية 100

[6]- سورة الحج، آية 58

[7]- سورة العنكبوت، آية 26









رد مع اقتباس