صدر ممزقة وقلب يثور
فجرا كان يجلس الى النافذة وصدره مع الشمس حتى يتلذذ بها وهي تكبر عبر شرفة بيته...
وبما أن الفجر كان محفور في العيون والعيون لا تستيقظ إلا على حقله الصغير...
كل يوم تطلع هذه الشمس فأحبها ولماذا لا يحبها...
وتذكر بأنه فجرا وقبل شروق هذه الشمس الحبيبة وكان يسميها شمس فلسطين هرب جده ووالده.....
لم يكن يعرف الحياة ولم تتركه أمه ليدافع عن هذه الشمس هناك...
كان شابا ولم يكن أسمر اللون ولم يتعثر في طريق حياته حب الثورة...
هذا كان صاحبي رحمه الله لم يترك خلفه شيئا لأنه لم يكن يملك شيئا...
وفي أرض الغربة التي هي ارضي ووطني أنا اليمن اليوم وكل يوم وفجرا يخرج من درج مكتبه ورقة إصفرت مع مرور الأيام وعندما سألته عنها ذات يوم همس في سري...
ماذا أقول لك يا صاحبي هذه جدتك يوم طردونا من الأرض ووصلنا الى هذه الأرض الطيبة أخرجت جدتك من صدرها هذه الورقة وناولتني إياها...
إنها ملكية أرض في أرضنا المغتصبة...
وأنا اليوم حزين يا صاحبي...اليوم هذه الأرض هي ملك إنسان غريب جاء من مكان بعيد وسجلها بإسمه بإسم القانون...
وعندما سألت جدي والعالم ماذا يقول...همس حزينا...لا تسألني عن الأمم لقد ضاعت الأمم...
والبطولات أليس فينا صلاح الدين...اليوم البطولات في نساء أهل القدس...
هم كالرجال شجاعة وقوة...أنظر يا صاحبي هذه الفتاة في فلسطين هي أمة وحدها...
أتعرف يا صاحبي حقيقة هؤلاء الشباب وهؤلاء الشابات لم يتذوقن طعم الحياة الحقيقية بعد ولكنهم اليوم أمة الكرامة والبطولة والشهامة...
آه يا صاحبي الذاكرة هذه الأيام جريحة في كل فلسطين...
صحيح هذه الذاكرة جريحة ولكنها لا تتألم ولا تعرف الحسرة ولا الندم لأن الفلسطيني هناك في كل بقعة من تلك الأرض هم طاقة المستقبل ويكتبون التاريخ الجديد بالرغم من أنهم والمغتصب شارف على سبعين عاما ونيف...لا تخف يا صاحبي دعهم يكذبون... أفكارنا دافئة ولن نختنق بأكاذيبهم...
يقولون أنهم لا يضطهدون الفلسطينيين وفي الحقيقة أنهم يكرهون كل العرب ولكن هيهات أن نفهم ونستوعب لأن ذاكرتنا ضعيفة...
أخي الإستاذ شفاه الله كان دائما يتحدث أمامي الأهم في حياتنا أن نرى بوضوح تام ونفكر بالمنطق والحجة ويخرج منا الكلام الرزين...
وأن نجيب على أي تساؤل أولا كأنه سؤال طبيعي ونكون نحن منطقيين بالجواب...
هذا أخي الذي أحببته وكان أستاذا بإمتياز...
تحياتي