السلام عليكم : أختي الصغيرة هوني على حالك ، أتوقع لك مستقبلا أكاديميا ممتازا ما دام هناك من يلجأ إليك من أجل الفهم ، عزيزتي ، عندما كنت في مثل سنك ، تلميذة في الثانوية شعبة علوم الطبيعة و الحياة ، كنت المسؤولة على إعادة شرح دروس الفلسفة لزملائي بالرغم من كوني علمية ، و لأنها كانت بالنسبة إلينا أصعب مادة ،ولكن كنت أجد متعة في ذلك ،وبالمقابل كنت ألجأ للكثيرين من أجل فهم دروس الرياضيات، فلكل واحد منا جانب يفهم فيه أفضل من غيره ، فمحاولة مساعدتنا لأقراننا من الزملاء مع التكرار، تجعل الأفكار تترسخ في أذهاننا أولا ، و نجد أنفسنا مهيئين للإمتحانات ثانيا ، والمناقشة الجماعية من أفضل الطرائق و أنجعها في الفهم والإستعاب ، فقد تغيب عنك معلومة أختي ، فتجدين في الحين من يرشدك لها فجلا من لا يخطىء أو ينسى ، أختي الصغيرة ، التلميذ يفهم من أخيه التلميذ أكثر من فهمه للأستاذ ، لأنه أقرب إليه سنا و طريقته في تقريب المعلومة تكون أبسط و أوضح و أيسر و أسلس من الأستاذ ، لذا ينصحنا الأساتذة بالإستعانة بزملائنا عندما نقع في ورطة عدم فهم أمر ما ، لذا لا تقلقي ، بل حاولي جاهدة تقريب المعلومة إليهم ، فهناك فروق فردية بين الأفراد في مسألة الإستعاب و الفهم ، فما تفهمينه أنت في دقيقة قد يفهمه آخر في نصف ساعة و هكذا ، مع محاولتك إقناعهم بمراجعة ما يقدمه الأستاذ مرفوقا بشرحك لكي لا يعاودوا طلب الشرح مرة أخرى ، عزيزتي إحتسبي جهدك و وقتك لله و لا تنتظري جزاءا ولا شكورا من أحد ، فكل هذا يصب في صالحك ، فإذا إحتجت معونة وجدتيها لأنك قدمت المعونة قبلها ، فالخير مردود، فمن أعان أخاه كان الله في عونه و من فك عن أخيه كربة فك الله عنه كربه في الدنيا و الآخرة ...وفقك الله أختاه و أعانك و سدد خطاك لما فيه نفع و خير لك....