منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - إننا نستطيع أن ننال باللين والحب مالا نقدر أن نحققه بالعنف والقوة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-03-18, 21:18   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أثر
مراقب سابق
 
الصورة الرمزية أثر
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










افتراضي إننا نستطيع أن ننال باللين والحب مالا نقدر أن نحققه بالعنف والقوة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاآته

ذات يوم كنت عائدة للبيت بعد مشوآر قصير

وتلك عادة ألفتها وألفتني لا اهتم بما حولي ولا بما يدور أمامي

لكن ذاك اليوم شيء ما لم يكن كما العآدة

على بعد مرمى بصر

سمعت صوت بكاء طفل صغير

لا تهتمي يا اثر ما دخلك في بكائه

آه لا استطيع

تلك الافواه الصغيرة تقصمني دموعها

هل يطيب قلبي ان اسمع صوت بكاء طفل صغير واصم أذناي !!

رباه ماذا أفعل ؟

حاولت تجاهل الصوت لكني عبثا كنت افعل

الصوت يقترب

لاتنظري يا اثر فقط لاتنظري لحظات وينتهي كل شيء

وبقيت امد خطواتي خافضة بصري صامة اذناي عن كل ما حولي سوى ذاك البكاء يخترق

مسامعي وكلما خطوت خطوة ازدادت حدة الصوت

على بعد نظرة من يدي اليمنى انه مكان الصوت

ألقيت نظرة خاطفة


بنت صغيرة تبكي بكاء هستيري وامها تجذبها من يدها

البنت تابى المسير والانصياع لجذب الام

توقفت متسمرة في مكاني ما هذا ؟

باي حق تعاملها هكذا انها ذات ثلاث او اربع سنوات على اقصى تقدير

قدمت اليهما

استاذنت المراة مستفسرة

وانا اشير بيدي للبنت الصغيرة مابها ؟

قالت تريد حمل محفظة يدي تقصد " الصاك تاعها "

فقلت لها وما المانع في ان تحمله ؟

قالت هو ثقيل

ثقيل واين تعرف ذات الثلاث سنوات انه ثقيل بل لاتعرف اصلا كلمة ثقيل ما معناها

بقيت شاخصة بصري لثواني وانا انظر تلك الطفلة ودموعها تجري على خديها الصغيرتان

ثم انحيت لتلك الصغيرة

مسحت دموعها يكلتا يدي وقلت لها لاتبك يا حلوة خافت مني واختبات خلف امها

ثم استدرت لامها وقلت لها اعطيها الحقيبة للحظات وفقط انظري ماذا سيحصل

نظرت الي نظرة غريبة فطمأنتها لن يحصل اي شيء لاتخافي

اعطت الحقيبة للصغيرة ففرحت كثيرا بها بمجرد ان لمست الحقيبة يد الصغيرة

مسحت الطفلة مابقي من دموعها وعاد اليها نشاطها وبسمتها

ثم لما جاءت تحمل تلك الحقيبة لم تستطع لثقلها

حاولت وحاولت فحملتها قليلا فقط ثم تركت الحقيبة وراحت تجري وتلعب

اما انا فابتسمت ابتسامة رضا

ومضيت اكمل طريقي وانا اتذكر قصة الريح والشمس حين اقامتا تحدي من ينزع معطف الرجل
عرضت الريح قوتها فما ازداد الرجل الا تمسكا بمعطفه

بعدها أيست اعلنت استسلامها

وحان دور الشمس فملات الكون بدفئها فلم يجد الرجل داع لمعطفه فخلعه وسار كله رضا

فعلا إننا نستطيع أن ننال باللين والحب مالا نقدر أن نحققه بالعنف والقوة


اهداء الى ذلك القلب الصغير الذي علمني كيف أحيا بحب


خربشآتي