منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - "أنحن حقا نمتلك أدبًا نعتز به ؟ لم أكن أدري "
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-02-27, 18:33   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
عثمان عامر
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

بِسْم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد.
نمتلك ادباً !؟ لا شك
نعتز به !؟ لا اعلم
اولا اختي الكريمة أنا لست جزائرياً، ولاكني مسلم ولله الحمد فان فرقتنا اسماء دولنا و راياتها،
فإن الدين يجمعنا،ثم نحن قوم اعزنا الله بالإسلام،فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله.
و اخوة الإيمان و التوحيد هي طوَّق نجاتنا بإذن الله تعالى.
اختي الكريمة
ما لا حظتيه من إهمال متعمد للأدب الجزائري موجود في بلاد اخرى،وهذا ما تعانيه امتنا في كل المجالات؛والغاية منه قطع صلتنا عن تاريخنا المشرق لتنتج اجيالا تجهل تاريخها و تعيش حاضرها على هوى عدوها و تتطلع الى مستقبلها بعين عدوها .المسألة ليست عفوية بل مقصودة ولاكن نحن أيضاً نتحمّل جزأً كبيراً من المسؤليه،أليس لنا عقول و بيدنا القرار في التغير من واقعنا-الشخصي-!؟اذاً بإمكاننا ان نتغير نحو الأفضل.

استوقفتني قليلا عبارتك "نعتز به" وما هي الا لحظات من التأمل حتى تولد في خاطري سؤال/هل نحن نمتلك ما يُعتَز به !؟
سؤال أخرجني من تفكيري الضيق بالأدب و الأدباء،الى التفكير بما هو اجل و أسمى وأعلا و أكرم ألا و هو الاسلام،الدين القيم، ملة ابراهيم.ولا أقصد من وراء هذا التعليق أن اخرج عن موضوعك المتعلق بأهل الجزائر وأدبهم،ولاكني ارى اننا قد فرطنا نحن المسلمون بديننا فسهل علينا التفريط في لغتنا التي نزل بها القران وهي لغتنا في الجنة إنشاء الله تعالى،ولما فرطنا في لغتنا ودرسنا اللغات الاخرى وتعرضنا لثقافات عدونا وبدأت تدب في نفوسنا قيمهم و مبادئهم التي لا ترتقي ان تكون-في مجملها-لأنسان عاقلٍ تشربت نفوس كثيرٍ منا وللأسف هذه الثقافات واعتادت عليها وألفتها،وفي المقابل ازدادت الفجوة بينهم و بين ثقافتهم الاسلاميه كان بداية لصالح ثقافة فيها الكثير من الثقافة الاسلاميه (اي انها الثقافة الاسلامية نفسها ولاكن مع اهتراءٍ في بعض ثوابتها و تخلخل في كثيرٍ من قيمها) وهكذا تتغير ثقافتنا شيئاً فشيئاً حتى وصل بِنَا الحال اليوم الى أن الناظر و المتأل في الثقافة السائدة يجدها ثقافة اخرى جديدة وإن اختلف الأمر نسبياً من شعب الى آخر.
فقولنا ان أدبنا الجزائري او أدبنا المصري او السورية او غيره ،،،قد طمس او أهمل لا يعد صحوة كافية و استفاقة واعيه فما نشئ هذا الأدب إلا تأثراً بالأدب الغربي و كان هو بداية الانحراف و التبعية للأمم الأخرى وهو الخطوة الاولى التى مدة نحو الثقافة الغربية بالترجمة لهم و النسج على منوالهم في مواضيع مثل الحب و الحرية و والسعادة و النجاح،فمتى كان الحب عند الشاب المسلم يتجلى في علاقة محرمة،او أن الحرية تتمثل في فعل يخالف الشرع ،أو أن السعادة تحصل بالانغماس في الدنيا و ملذاتها، أو أن النجاح يتجسد في علم منعزلٍ عن شرع الله تعالى!؟.

فإن أردنا ان نجيب على هذا التساؤل فإن مكتباتنا ستجيبنا وبكل حيادية و تجرد.فمنذ ان سقطت الخلافة العثمانية بدأ التأثير الثقافي يزداد حدة و قوة بشكلٍ متسارع فقبلها كان عدد محدود ممن يحسبون على الاسلام هم من تأثروا بالثقافة الغربية و ثاروا على ثقافتهم الاسلامية و تبعهم بعض المراهقين و الجهال حتى تنامى هذا التيار واشتد مع تزايد المطابع و وانتشار الصحف و تلك الفترة كان لها روادها في الانحراف الفكري و الثقافي و الخروج عن الدين و تزامن معها التقسيم السايكسبيكوي لأمتنا الاسلامية فنحن عندما نقول الأدب الجزائري او السوري او غيره فإننا نركز على هذه الفترة بالتحديد التي كانت بداية الانطلاقة لأمتزاج الثقافةالاسلامية بالثقافة الغربية و تشوهها وفي كل بلد مجموعة من الأدباء ساروا في هذا الطريق متأثرين و مقلدين لما دخل من جديد .ولا يمكننا ان نستأصل ادباً كان نابعا من ثقافة إسلامية صافية نقية لفترة طويلة جدا لنضعه في فترة هي بالكاد تصل المئة عام التي هي عمر هذا الأدب الجديد المستنسخ من الأدب الغربي .ما اقصده هو أننا حين نقول الأدب المصري فإننا نتكلم عن أدب بدأ في فترة قريبة من رسم الحدود وهذا الأدب هو قطعاً ليس أدباً اسلامياً بالمجمل مع علمنا بوجود كتاب قاوموا هذا الانحراف و تَرَكُوا لنا مؤلفات كثيرة ولاكن للأسف كانت هذه الموجه أقوى من ان يوقفها مجموعة من الكتاب.

أخيراً اعتذر عن هذه الاطالة وشكراً.