منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - معنى اسم الله تعالي الرحمن و الرحيم
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-12-11, 06:33   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










#زهرة

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يا صفوة الطيبين
جعلكم ربي من المكرمين
ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدين

.

وعلى المنوال نفسه سنسير هنا للبحث عن الأسرار في ورود اسم" الرحمن" في مواضعه من سورة مريم، من كلام أهل العلم، والله هو المستعان به وحده.

1- قال تعالى: ﴿ قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا ﴾ [مريم: 18].

تباعدت مريم العفيفة عليها السلام مما يلي الشرق عن أهلها فجاء إليها جبريل عليه السلام بالبشرى

وحينما كانت في ذلك المكان وحيدة ضعيفة استعاذت باسم الله الرحمن دون سواه؛ ليرحم ضعفها فينجيها من هذا الطارق الغريب عليها، وهذا سر من أسرار اختيارها اسم الرحمن، وبهذا قال بعض المفسرين:

قال القشيري:

" ومعنى قولها: ﴿ بِالرَّحْمَنِ ﴾ [مريم: 18] ولم تقل: "بالله" أي: بالذي يرحمني فيحفظني منك

تفسير القشيري (4/ 415).

وقال أبو السعود:

"وذكره تعالى بعنوان الرحمانية للمبالغة في العياذ به تعالى، واستجلاب آثار الرحمة الخاصة التي هي العصمة مما دهمها"

تفسير أبي السعود (5/ 260)

وينظر: البحر المديد (4/ 310).

وقال البقاعي:

"ولما كان على أنهى ما يكون من الجمال والخلال الصالحة والكمال، فكان بحيث يستبعد غاية الاستبعاد أن يتعوذ منه أكدت فقالت: ﴿ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ ﴾ [مريم: 18]

ربي الذي رحمته عامة لجميع عباده في الدنيا والآخرة، وله بنا خصوصية في إسباغ الرحمة وإتمام النعمة"

نظم الدرر (4/ 527).

وقال ابن عاشور:

" وذكرها صفة ﴿ الرَّحْمَنِ ﴾ [مريم: 18] دون غيرها من صفات الله لأنها أرادت أن يرحمها الله بدفع من حسبته داعراً عليها

التحرير والتنوير (16/ 22).

وقال أبو زهرة:

" وذكرت الله تعالى بوصف الرحمن كأنها تستغيث من الناس برحمة الله تعالى، وأنها في هذه الساعة تلجأ إلى رحمة الرحمن الرحيم، ثم تتجه إلى الذى دنا منها مستنجدة بتقواه

فتقول: (إن كنت تقياً طاهراً متصوناً مرجواً تخاف الله تعالى وتخشاه، فهي تلجأ إلى الرحمن، وتحثه على أن يخافه ويتقيه، ويكون امرأً يخاف عذابه ويرجو ثوابه"

زهرة التفاسير (ص: 4622).

وقال أبو بكر الجزائري:

" ﴿ أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا ﴾ [مريم: 18]

أي: أحتمي بالرحمن الذي يرحم الضعيفات مثلي، إن كنت مؤمناً تقياً فاذهب عني"

أيسر التفاسير (3/ 299).

2- قال تعالى: ﴿ فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا ﴾ [مريم: 26].

عادت مريم عليها السلام بمولودها إلى قومها وهي على يقين مما سيرميها قومها به، فأوجبت على نفسها سكوتًا عن الكلام حتى يتولى الجواب عنها وليدُها؛ فيكون بذلك معجزة تبرئ ساحتها من التهمة.

وقد خصت مريم اسم الرحمن هنا؛ لما يتضمنه من الرحمة الواسعة التي تحفظها من أذى قومها، وتخرجها من غمها، وتتقرب إليه بنذرها، فإنه قد رحمها فخصها بهذه الكرامات دون بقية نساء قومها.

قال البقاعي

: " ﴿ إني نذرت للرحمن ﴾ أي: الذي عمت رحمته فأدخلني فيها على ضعفي، وخصني بما رأيت من الخوارق"

نظم الدرر (4/ 530).

3- قال تعالى: ﴿ يَاأَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا ﴾ [مريم: 44]

لقد دعا إبراهيم عليه السلام أباه إلى الإسلام برفق ولين، فحذره من عبادة الشيطان وذلك آتٍ بعبادة الأصنام والأوثان، وعلل ذلك بأن الشيطان كان عاصيًا لله تعالى

وهنا جاء الاختيار لاسم الرحمن في هذا الموضع؛ تنبيهًا على أن الشيطان يأمر بما ينافي الرحمة، ولبيان شناعة عصيان مَن هو عظيم الرحمة الذي يمهل من عصاه ولا يهمله

وللإشارة إلى أن عبادة الشيطان تفضي إلى الغضب الذي يبعد الإنسان عن الرحمة، وللتلميح إلى أن المعاصي تغلق عن العبد باب الرحمة، فمن عصا الشيطان فقد رحم نفسه، ومن أطاعه فقد ساق إليها النقمة.

قال أبو السعود:

" والتعرض لعنوان الرحمانية لإظهار كمال شناعة عصيانه"

تفسير أبي السعود (5/ 267).

وقال القمي:

" نبهه بهذه النصيحة على وجود الرحمن، ثم على وجود الشيطان، وأن الرحمن مصدر كل خير، والشيطان مظهر كل شر بدلالة الموضوع اللغوي، وهذا القدر كافٍ من التنبيه لمن تأمل وأنصف"

غرائب القرآن ورغائب الفرقان (4/ 491).

وقال البقاعي:

" ﴿ كَانَ لِلرَّحْمَنِ ﴾ [مريم: 44] المنعم بجميع النعم القادر على سلبها، ولم يقل: للجبار؛ لئلا يتوهم أنه ما أملى لعاصيه مع جبروته إلا للعجز عنه"

نظم الدرر (4/ 537).

وقال الألوسي:

" وقوله: ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا ﴾ [مريم: 44] تعليل لموجب النهي، وتأكيد له ببيان أنه مستعصٍ على من شملتك رحمته وعمتك نعمته، ولا ريب في أن المطيع للعاصي عاصٍ

وكل من هو عاص حقيق بأن تسترد منه النعم وينتقم منه، وللإشارة إلى هذا المعنى جيء بالرحمن، وفيه أيضًا إشارة إلى كمال شناعة عصيانه"

روح المعاني (16/ 97).

وقال السعدي:

" وفي ذكر إضافة العصيان إلى اسم الرحمن إشارة إلى أن المعاصي تمنع العبد من رحمة الله، وتغلق عليه أبوابها، كما أن الطاعة أكبر الأسباب لنيل رحمته"

تفسير السعدي (ص: 494).

وقال ابن عاشور:

" وذكر وصف ﴿ عَصِيًّا ﴾ [مريم: 44] الذي هو من صيغ المبالغة في العصيان مع زيادة فعل ﴿ كَانَ ﴾ [مريم: 44] للدلالة على أنه لا يفارق عصيان ربه وأنه متمكن منه، فلا جرم أنه لا يأمر إلا بما ينافي الرحمة

أي: بما يفضي إلى النقمة؛ ولذلك اختير وصف الرحمن من بين صفات الله تعالى؛ تنبيهًا على أن عبادة الأصنام توجب غضب الله فتفضي إلى الحرمان من رحمته، فمن كان هذا حاله فهو جدير بأن لا يتبع"

التحرير والتنوير (16/ 47).

وقال أبو زهرة:

" وعبر عن الذات العلية بـ ﴿ لِلرَّحْمَنِ ﴾ [مريم: 44] للإشارة إلى أن عصيان الشيطان رحمة، وطاعته نقمة، فمن عصاه فقد رحِم، ومن أطاعه ألقى بنفسه في وهدة الشقوة، وبعُد عن السعادة ورحمة الرحمن"

زهرة التفاسير (ص: 4649).

4- قال تعالى: ﴿ يَاأَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا ﴾ [مريم: 45]

استمر خليل الرحمن في وعظه الرقيق لأبيه المعرضِ عن الحق حتى أظهر له خوفه عليه من عذاب الله تعالى، ومن أن يكون قرينَ الشيطان في ذلك العذاب في النار

وفي هذا المقام انتقى اسمَ الرحمن ترحمًّا بوالده، وترغيبًا له في نيل رحمة الرحمن الذي يقبل توبة عباده، وللإشارة إلى أن رحمة الله لا تمنع تعذيب من عصاه بعد الإعذار

ولبيان أن من صفته الرحمة الواسعة لا يعذب أحداً إلا لعظم جريرته، حتى لم يجد ذلك المعذَّب مدخلاً لنفسه إلى رحمة الرحمن لتنجيه من العذاب.

قال أبو السعود:

" وإظهار الرحمن للإشعار بأن وصف الرحمانية لا يدفع حلول العذاب، كما في قوله عز وجل: ﴿ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ﴾ [الانفطار: 6]

تفسير أبي السعود (5/ 267)

وينظر: البحر المديد (4/ 326).

5- وقال الألوسي: وتنوين: ﴿ عَذَابٌ ﴾ [مريم: 45] -

على ما اختاره السعد في المطول - يحتمل التعظيم والتقليل، أي: عذاب هائل، أو أدنى شيء منه، وقال: لا دلالة للفظ المس، وإضافة العذاب إلى الرحمن على ترجيح الثاني-كما ذكره بعضهم-

لقوله تعالى: ﴿ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [النور: 14]، ولأن العقوبة من الكريم الحليم أشد

واختار أبو السعود أنه للتعظيم وقال: كلمة "من" متعلقة بمضمر وقع صفة للعذاب مؤكدة لما أفاده التنكير من الفخامة الذاتية بالفخامة الإضافية، وإظهار ﴿ الرحمن ﴾ [مريم: 45]

للأشعار بأن وصف الرحمانية لا يدفع حلول العذاب، كما في قوله عز و جل: ﴿ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ﴾ [الانفطار: 6]

انتهى، وفي الكشف: أن الحمل على التفخيم في ﴿ عَذَابٌ ﴾ [مريم: 45]

- كما جوزه صاحب المفتاح - مما يأباه المقام أي: لأنه مقام إظهار مزيد الشفقة ومراعاة الأدب وحسن المعاملة، وإنما قال: ﴿ مِنَ الرَّحْمَنِ ﴾ [مريم: 45]









رد مع اقتباس