منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - هل انتشر الإسلام بالسيف؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-06-25, 14:54   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

ختاماً الجمع بين قوله تعالى

( لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ )

وبين قوله تعالى ( وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ )


أولا :

قول الله تعالى :

( لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ) البقرة/ 256

لا ينافي الأمر بقتال المشركين الذين يصدون عن دين الله

ويفسدون في الأرض

وينشرون فيها الكفر والشرك والفساد

فقتالهم من أعظم المصالح التي بها تعمر الأرض

ويعم أهلها الأمن والاستقرار .

كما قال تعالى :

( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ) الأنفال/ 39 .


وقد جاءت الشريعة بتحقيق المصالح وتعطيل المفاسد .

والمعنى في الآية :

أن لتمام وضوح الدين وتبيُّن معالمه وظهور آياته

البينات وحججه القاطعات لا يحتاج الأمر فيه إلى إكراه

فمن تبينت له حقيقته ولم يعاند ولم يستكبر أسلم طواعية

وإنما يكره الدخول فيه من كابر وعاند

ولم يرض بالله ربا ولا بنبيه رسولا ولا بكتابه إماما

ولذلك يقاتل من يقاتل من المشركين

على دينهم الباطل استكبارا في الأرض

وإرادة للفساد والكفر .

ولا أدلّ على ذلك من دخول الناس في صدر الإسلام

في دين الله أفواجا هذا الدين

الذي قُتل باسمه آباؤهم وأقرباؤهم وأخلاؤهم .


فكثير من الصحابة أسلم بعد أن كان يقاتل على الكفر

كخالد بن الوليد وعمرو بن العاص

وأبي سفيان بن حرب

ومعاوية بن أبي سفيان وغيرهم

كثير رضي الله عنهم

وإنما أسلموا لما تبين لهم الرشد من الغي

وفأسلموا طوعا وصاروا في جند الله

بعد أن كانوا في حزب الشيطان وجنده .

اتضحت لهم معالم الدين وحججه القاهرة


ويدل على ذلك أيضا قوله تعالى

( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا

أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ) يونس/ 99

" أي: لا تقدر على ذلك ، وليس في إمكانك

ولا قدرة لغير الله على شيء من ذلك "


انتهى من " تفسير السعدي" (ص 374) .

قال ابن جزي رحمه الله :

" ( لا إكراه في الدين ) المعنى :

أن دين الإسلام في غاية الوضوح

وظهور البراهين على صحته

بحيث لا يحتاج أن يكره أحد على الدخول فيه

بل يدخل فيه كل ذي عقل سليم من تلقاء نفسه

دون إكراه ويدل على ذلك قوله :

( قد تبين الرشد من الغي )

أي قد تبين أن الإسلام رشد وأن الكفر غي

فلا يفتقر بعد بيانه إلى إكراه "


انتهى من "التسهيل" (ص 135) .

وقال السعدي رحمه الله :

" هذا بيان لكمال هذا الدين الإسلامي

وأنه لكمال براهينه، واتضاح آياته

وكونه هو دين العقل والعلم

ودين الفطرة والحكمة، ودين الصلاح والإصلاح

ودين الحق والرشد ، فلكماله وقبول الفطرة له

لا يحتاج إلى الإكراه عليه

لأن الإكراه إنما يقع على ما تنفر عنه القلوب

ويتنافى مع الحقيقة والحق


أو لما تخفى براهينه وآياته

وإلا فمن جاءه هذا الدين

ورده ولم يقبله ، فإنه لعناده .

فإنه قد تبين الرشد من الغي

فلم يبق لأحد عذر ولا حجة ، إذا رده ولم يقبله

، ولا منافاة بين هذا المعنى

وبين الآيات الكثيرة الموجبة للجهاد

فإن الله أمر بالقتال ليكون الدين كله لله

ولدفع اعتداء المعتدين على الدين

وأجمع المسلمون على أن الجهاد ماض مع البر والفاجر

وأنه من الفروض المستمرة الجهاد القولي والجهاد الفعلي

فمن ظن من المفسرين أن هذه الآية تنافي آيات الجهاد

فجزم بأنها منسوخة فقوله ضعيف

لفظا ومعنى، كما هو واضح بين لمن تدبر الآية الكريمة

كما نبهنا عليه "


انتهى من "تفسير السعدي" (ص 954) .

وقال أيضا :

" ( قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ) يعني :

وإذا تبين هذا من هذا لم يبق للإكراه محل

لأن الإكراه إنما يكون على أمر فيه مصلحة خفية

فأما أمر قد اتضح أن مصالح وسعادة الدارين

مربوطة ومتعلقة به ، فأي داع للإكراه فيه ؟.

ونظير هذا قوله تعالى:

( وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ

وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ) الكهف/ من الآية29

أيْ هذا الحق الذي قامت البراهين الواضحة

على حقِّيَّته فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر "


انتهى من "القواعد الحسان" (ص 119) .

وقال الزرقاني رحمه الله :

" أما السيف ومشروعية الجهاد في الإسلام

فلم يكن لأجل تقرير عقيدة في نفس

ولا لإكراه شخص أو جماعة على عبادة

ولكن لدفع أصحاب السيوف عن إذلاله واضطهاده

وحملهم على أن يتركوا دعوة الحق حرة طليقة

حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله " .


انتهى من "مناهل العرفان" (2 /406) .

وذهبت طائفة من أهل العلم أن هذه الآية خاصة

بأهل الكتاب ومن في حكمهم كالمجوس

فإنهم لا يكرهون على الدخول في الإسلام

لقول الله عز وجل :

( قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ

وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ

مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ

عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ) التوبة/ 29 .

وقال ابن قدامة رحمه الله :

" وإذا أكره على الإسلام من لا يجوز إكراهه

كالذمي والمستأمن

فأسلم : لم يثبت له حكم الإسلام حتى يوجد

منه ما يدل على إسلامه طوعا


انتهى من "المغني" (10 /96) .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" فلا يصح كفر المكره بغير حق

ولا إيمان المكره بغير حق

كالذمي الموفى بذمته ، كما قال تعالى فيه

( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي )

بخلاف المكره بحق ، كالمقاتلين من أهل الحرب

حتى يسلموا إن كان قتالهم إلى الإسلام

أو إعطاء الجزية ، إن كان القتال على أحدهما "


انتهى من "الاستقامة" (2 /320) .

والمقصود أن الآية لا تعني إجبار الناس على الدخول

في دين الله قهرا وقسرا

ولكن تعني أن الإسلام سهل بيّن لا إكراه في الدخول فيه

فمن دخل فيه كان من أهله

ومن لم يدخل فيه فإما أن يكون من أهل الذمة والعهد

فهذا له ذمته وعهده ، وعليه دفع الجزية

وإما أن يكون من المحاربين

فهذا لا بد من محاربته وقتاله لئلا يفسد في الأرض

وينشر بها الكفر والفساد .


اخوة الاسلام

و لنا عودة من اجل استكمال الموضوع










رد مع اقتباس