منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - المناهي اللفظية .. الاداب الاسلاميه
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-07-21, 16:31   رقم المشاركة : 151
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل الدعاء بـ " اللهم أرنا فيهم يومًا أسوداً " من سب الدهر؟

السؤال:

هل الدعاء بقولهم " اللهم أرنا فيهم يومًا أسودًا " يعتبر من سب الدهر ؟ وجزاكم الله خيرًا .

الجواب :

الحمد لله

أولا :

هذا الدعاء غير مأثور ، ولم نقف عليه في شيء من كتب السنة .

ثانيا :

لا حرج في الدعاء بهذه الكلمات ، ولا يعد ذلك من سب الدهر ؛ لأن المراد وصف اليوم بالشدة والكرب

فهو كقول لوط عليه السلام : ( هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ ) هود/77

وكقوله تعالى : ( إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ ) القمر/19

وقوله : ( فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ) فصلت/16

ونحو هذا مما فيه وصف أو إخبار عن الشدة والقسوة ، ولا يراد به سب اليوم أو ذمه ، ففرق بين الإخبار المجرد ، وبين إراد الذم والسب والتنقص .

ثم إن وصف اليوم بأنه أسود ، لا يراد به العموم ؛ بل المراد به أنه أسود عليهم ، أو أسود بالنسبة لهم ؛ لما ينالهم فيه ـ بحول الله وطوله ـ من العذاب والنكال .

قال ابن القيم رحمه الله :

" فلا ريب أن الأيام التي أوقع الله سبحانه فيها العقوبة بأعدائه وأعداء رسله كانت أياما نحسات عليهم ، لأن النحس أصابهم فيها ؛ وإن كانت أيام خير لأوليائه المؤمنين ؛ فهي نحس على المكذبين ، سعد للمؤمنين ؛ وهذا كيوم القيامة فإنه عسير على الكافرين يوم نحس لهم ، يسير على المؤمنين يوم سعد لهم

. قال مجاهد :

( أيام نحسات ) : مشائيم ... ؛ فسعود الأيام ونحوسها إنما هو بسعود الأعمال وموافقتها لمرضاة الرب ، ونحوس

الأعمال مخالفتها لما جاءت به الرسل ، واليوم الواحد يكون يوم سعد لطائفة ، ونحس لطائفه ، كما كان يوم بدر يوم سعد للمؤمنين ، ويوم نحس على الكافرين "

انتهى . "مفتاح دار السعادة" (2/194) .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" سب الدهر ينقسم إلى ثلاثة أقسام :

الأول : أن يقصد الخبر المحض دون اللوم ، فهذا جائز ، مثل أن يقول : تعبنا من شدة حر هذا اليوم أو برده ، وما أشبه ذلك ؛ لأن الأعمال بالنيات ، ومثل هذا اللفظ صالح لمجرد الخبر ، ومنه قول لوط عليه الصلاة والسلام : ( هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ ) هود/77 .

الثاني : أن يسب الدهر على أنه هو الفاعل ، كأن يعتقد بسبه الدهر أن الدهر هو الذي يقلب الأمور إلى الخير والشر ؛ فهذا شرك أكبر لأنه اعتقد أن مع الله خالقا ؛ لأنه نسب الحوادث إلى غير الله ، وكل من اعتقد أن مع الله خالقا فهو كافر ، كما أن من اعتقد أن مع الله إلها يستحق أن يعبد فإنه كافر .

الثالث : أن يسب الدهر لا لاعتقاد أنه هو الفاعل ، بل يعتقد أن الله هو الفاعل ، لكن يسبه لأنه محل لهذا الأمر المكروه عنده ؛ فهذا محرم ، ولا يصل إلى درجة الشرك

وهو من السفه في العقل والضلال في الدين ؛ لأن حقيقة سبه تعود إلى الله سبحانه ؛ لأن الله تعالى هو الذي يصرف الدهر ويكون فيه ما أراد من خير أو شر ، فليس الدهر فاعلا ، وليس هذا السبب يكفر ؛ لأنه لم يسب الله تعالى مباشرة "

انتهى من "مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (10/ 823).

والله أعلم .








 


رد مع اقتباس